تجلیات الکرامة الإنسانیة فـی الحقوق الإجتماعیة و الفقه الإجتماعی

تجلیات الکرامة الإنسانیة فـی الحقوق الإجتماعیة و الفقه الإجتماعی

سهیلا الفرخی[1]

‏لقد جعل الله تعالی لکلّ شخص کرامة: سواء کان مؤمناً أو غیر مؤمن، و جعلها هی الأساس فـی حقیقة الإنسان الوجودیة، و بالنظر إلی هذا المقام الرفیع و المنزلة و الکرامة الإلهیة علی الإنسان أن یستفید من النعم الإلهیة بصورة سلیمة و صحیحة؛ لیکون بحقّ قد استحقّ تفضیل الله تعالی له علی سائر المخلوقات.‏

‏ثمّ إنّ کلّ مجتمعٍ یتکوّن من مجموعة أفراد، و لکلّ واحد منهم حقوق و واجبات و مسئولیات تقع علی عاتقه، و هناک بعض التکالیف الّتـی یجب أن یقوم بها کلّ فرد کی تسیر أمور المجتمع بشکل طبیعیّ و بصورة صحیحة، و یتحرّک نحو تحقیق أهدافه الخاصّة و العامّة. و کما أنّ الکرامة هی السمة البارزة للإنسان، فهی کذلک یمکن أن تکون الصفة السامیة للشخصیة الحقوقیة، و المعرّف للسیرة العملیة و العلمیة له.‏

‏و مثال ذلک ما ورد فـی وصف الحکومة الإلهیة «اللهم إنّا نرغب إلیک فـی دولة کریمة تعزّبها الإسلام و أهله و...» (دعاء الافتتاح).‏

‏الهدف من هذه المقالة البحث عن الکرامة الإنسانیة و الحقوقیة الّتـی منحت للإنسان و المجتمع من قبل الله عزّ وجلّ.‏

‏و لـمّا کانت هذه الحقوق مأخوذة من الآیات المتعدّدة النازلة علی قلب رسول الله(ص) فعند ملاحظة هذه الآیات بشکل دقیق نتوصّل إلی نتیجة مفادها: أنّ المراد الأصلی للشارع هو: إیجاد نظام حقوقی یتناسب مع الشروط العامّة لهدایة الناس إلی الله سبحانه و تعالیٰ.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 283

  • ٭. محقّقة و باحثة.