الکرامة الإنسانیة فـی الإسلام و الأدیان السماویة الأخری

الکرامة الإنسانیة فـی الإسلام و الأدیان السماویة الأخریٰ

محمد الطباطبائی[1]

‏فـی ظلّ نسیان القیم الجوهریة للکرامة الإنسانیة، و هیمنة الذلّ و الهوان و الظلم علی جمیع الأصعدة و فـی مختلف مجالات الحیاة، یبرز هنا دور الأهداف الّتـی جاء من أجلها الأنبیاء و الرسل(ع). و لـمّا کان البشر تلامیذ جدد فـی أکادمیة الأدیان فهم یستطیعون أن یرتقوا سلّم الرشد و الکمال درجة درجة. و کما أنّ مواد الدورة التعلیمیة مختلفة و مکمّلة لبعضها البعض، فکذلک الشرائع الإلهیة مؤیدة و مکمّلة لبعضها الآخر، و لکنّ الدین الإسلامی الحنیف هو المهیمن علیها و المکمّل لها.‏

‏ثمّ إنّه بعد البحث و المقارنة بین الشرائع السماویة نستطیع أن نصل إلی معرفة إجمالیة للکرامة الإنسانیة، و التـی بدورها تفتح أمامنا بصیصاً من نورٍ للوصول إلی مغزاها و حقیقتها.‏

‏الهدف من هذه المقالة دراسة الأوامر و المعارف و التعالیم المطروحة فـی الدین الإسلامی و مقارنتها مع تعالیم و معارف سائر الأدیان الأخریٰ، لنصل إلی نتیجة مفادها: أنّ من خصائص الدین الإسلامی و نبیه الأعظم(ص) و الأئمة الأطهار(ع) هو: النقد، و إزالة جوانب الشک، الکفر، و النفاق، مع الإتیان بالمعتقدات الإبراهیمیة المشترکة بین جمیع الناس.‏

‏إنّ الدور الکبیر الّذی یضطلع به حماة الإسلام الأصیل و حملة القرآن الکریم ـ خصوصاً الإمام الراحل العظیم الشأن(ره) ـ فـی تبیین و تفسیر الأوامر الإلهیة و التطبیق العملـی لها فـی زمن الغیبة لا یمکن نسیانه أو الغفلة عنه أبداً؛ فهذا التطوّر الإنسانـی ـ الذی نراه الیوم فـی الأصول و المبادی‏ٔ‏ و التعالیم و المعارف ـ منسجم تماماً مع الکرامة الإنسانیة التـی جسّدها نور ذلک السالک الصالح، و الفقیه الراحل، و الناسک الزاهد، و العارف الکبیر، إمام الأمّة: الخمینـی(ره).‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 282

  • ٭. محقّق و باحث.