العدالة و کرامة الإنسان

العدالة و کرامة الإنسان 

آمنة الجلالـی الهفشجانـی[1]

‏إنّ الرکن الأساسی لکمال و سعادة المجتمع البشری ـ بعد معرفة الله و عبادة الله ـ هو: تحقّق العدالة فـی الإطار الفردی و الإجتماعی؛ علی أمل الوصول إلی الکرامة الإنسانیة.‏

‏و العدالة هی: الشرط الأوّل فـی ارتقاء الروح، و السیطرة علی الغرائز الهائجة، و لذا فإنّ العدالة و الکرامة الانسانیة إذا لم تکونا مستندتین إلی المبادیء و المبانـی الفلسفیة السلیمة و الاُصول الإلهیة فتتزلزل، و تضعف، تکون نسبیة. و هکذا الأمر بالنسبة إلی الکرامة الانسانیة، فإنّها ـ بدون معرفة الحقیقة الوجودیة للانسان و الأبعاد الأصیلة غیر المادیة له ـ ستکون عقیمه، و بلا معنیٰ.‏

‏فالکرامة بدون عدالة کالبناء بلا عمد. کما أنّ العدالة إذا لم تکن مستندة إلی المبانـی الدینیة الإلهیة کانت کلاماً لا معنیٰ له. و لأجل ذلک فإنّ المجتمع بلا عدالة لا یمکن فیه ضمان عزة و کرامة الإنسان، و رعایة حقوقه. و من هنا فإنّ أحد ملامح المجتمع القرآنی هو: أنّه ینشد الکرامة و العدالة.‏

‏الهدف من هذه المقالة: بیان إرتباط مقولة العدالة و الکرامة الانسانیة مع مفاهیم أخریٰ من قبیل: مفهوم الأبعاد الوجودیة الانسان، مقام و شأن الإنسان الحقیقی و الواقعی، کمال الانسان، علاقة الإنسان بالله، و خلقة الانسان. و من هنا فإنّ دور التعالیم الحیاتیة فـی ضمان کرامة الانسان ـ نظیر: الحریة، و العدالة المنشودة، و الوعی و الرشد الفکری، و التزکیة المعنویة، و اجتناب سلطة و عبودیة الغیر، و الحذر من الغرور و المیل إلی الدنیا، و الظلم، و مجاهدة النفس ممّا لا یمکن انکاره قطعاً.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 274

  • ٭. لیسانس فی الأدب العربی.