الجنسیة و حقوق الإنسان فـی القرآن الکریم

الجنسیة و حقوق الإنسان فـی القرآن الکریم

فریدة ماشینـی[1]

‏إحدی المسائل المهمّة و الجدیرة بالإهتمام فـی عالمنا الحاضر هی: مسألة حفظ حقوق المرأة، و تحقیق العدالة بین أبناء النوع الإنسانـی. إنّ جیل المرأة ـ کجیل الرجل ـ یطالب بالإستفادة من حقوقه. تذهب المادة الأولی من الإعلان العالمی لحقوق البشر إلی القول: بأن جمیع أفراد البشر یولدون أحراراً فـی الدنیا، و هم متساوون من ناحیة الحقوق و المؤهّلات و تؤکد المادّة الثانیة أیضاً علی القول: بأنّ أیّ شخص یستطیع أن یتمتّع بکافّة الحقوق و الحریات المندرجة فـی هذا الإعلان، بدون أدنی تمییز، من قبیل: الإنتماء، و اللون، و الجنس، و اللغة، و المذهب.‏

‏و من الأمور المطروحة أیضاً الاهتمام و الإستفادة من المواهب الطبیعیة و الإجتماعیة؛ بإعتبارها حقّاً مسلّماً، لا یقبل الانکار. و قد تمّ إعمال الدقّة فـی النظر إلی مسألة حقوق البشر فـی البلدان الإسلامیة، کسائر البلدان الأخریٰ أیضاً. لکن من الأزمات القائمة تصوّر وجود إختلاف بین النظریة الإسلامیة و بین حقوق الإنسان، بحیث یؤدّی ـ نوعاً ما ـ إلی إیجاد هوّة و فاصلة بین المجتمعات المسلمة، و بین العرف الدولـی و القوانین الدولیة القائمة علی حقوق البشر. و من المواضیع المثیرة للجدل فـی هذا المجال یمکن الإشارة إلی موضوع الإنسجام بین المرأة و حقوق البشر، أو الجنس و حقوق الإنسان. الهدف من المقالة الحالیة البحث عن موضوع حقوق الانسان فـی دائرة الجنسیة، من خلال الرجوع إلی القرآن الکریم: الکتاب السماوی للمسلمین؛ بإعتباره المصدر الوحید المتّفق علیه من قبل جمیع المسلمین کی تتضح معالم حقیقة الرسالة الإلهیة، الرسالة الّتـی تکون سهلة التناول فـی جمیع الأمکنة و الأزمنة. و فـی هذه المقالة تمّ أیضاً إستخراج موارد متعدّدة من حقوق الإنسان، ممّا صرّح القرآن الکریم بها، فـی ‏


کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 266
‏الحقل النسوی من قبیل: حقّ الحیاة، التعلّم، العمل، الزواج، الأمن و... کما أجیب علی النقاط الّتـی قد یستفاد منها التبعیض بین المرأة و الرجل فـی إطار الحقوق.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 267

  • ٭. ماجستیر فـی علم الإجتماع ـ عضو جمعیة النساء فـی مرکز بحوث التربیة و التعلیم.