إنحطاط ظاهرة المفهوم فـی الثقافات الإنسانیة مع التأکید علی نظریة الإمام الخمینـی(ره)

إنحطاط ظاهرة المفهوم فـی الثقافات الإنسانیة مع التأکید علی نظریة الإمام الخمینـی(ره)

سیاوش النادری الفارسانـی[1]

‏فـی إطار التحلیل الثقافـی تُدرس عادة الثقافة الأکثر رواجاً، و الرؤیة الکونیة السائدة فـی المجتمع کما تُناقش النظم المثالیة، مع بیان ظاهرة المفهوم لذلک المجتمع. و قد تمّ فـی هذه المقالة دراسة مفاهیم المواطنة و الکرامة الإنسانیة علی ضوء منهجین مختلفین من المناهج المثالیة، و طرح حالة إنحطاط و إنحراف الثقافة المفهومیة للحرکة الإنسانیة علی بساط البحث. تعدّ الکرامة الإنسانیة و مفهوم المواطنة فـی السیرة الأخلاقیة للإمام من العناوین الدینیة التـی لا تخضع لدائرة التقدیرات، فـی حین یتمّ طرح الکرامة الإنسانیة و المواطنة فـی النظام الأخلاقی للثقافة الإنسانیة علی أساس: أنّ الحقیقة و الطبع و التقدیر هو الذی یحل محلّ الإعتبار و الوضع و التدبیر، هذا من جهة. و من جهة اخری فإنّ لمفهوم الکرامة الإنسانیة والمواطنة جذوراً فـی قرار الإنسان الحرّ وتصمیمه، ولا یتمّ تلّقیها بعنوان الجبر المفروض فـی حقائق الطبیعة. ولذا فالکرامة الإنسانیة والمواطنة ـ فـی نظر الإمام ـ لیست إلاّ قیمتین وتکلیفین ووجوبین وخلقین وفضیلتین و إنشاءین و أمرین و فریضتین إلهیتین، و لیست لهما جذور فـی أیّ فرضیة، أو اخبار، أو الطبیعة، أو الوصف، أو التقدیر، أو الطبع الإنسانی. و بصورة عامّة فالإختلاف القائم بین مفاهیم المواطنة و الکرامة الإنسانیة بمنظار الإمام و المفاهیم المشابهة لها فـی الثقافات الإنسانیة هی محطّ أنظارهم جمیعاً فالأولی لها جذور فـی الدین، أو فـی نفس الوحی و السنّة الإلهیة بینما الثانیة لها جذور فـی ذهن و علم و إدراک الإنسان خاصّة.‏


کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 264
‏و من هنا یعدّ التفاوت بینهما نوعاً من التباین بین المعرفة الإلهیة و الدینیة و المعارف البشریة و فـی الاخلاق الإنسانیة المتأثّرة بالعلم تعتبر الطبیعة الجامدة عین الانسان، و تستخرج الصفات و الحقوق الإنسانیة منها، من خلال تعمیم الخصوصیات الإنسانیة من قبیل الکراهیة و المحبة، الذکورة و الأنوثة، الحبّ و النفرة و... علی الطبیعة. أمّا التحلیل الثقافـی لمفاهیم من قبیل: الکرامة الإنسانیة و المواطنة فـی النظام الأخلاقـی لسماحة الإمام(ره) فیؤشر علی أنّ سماحته کان یناقش موضوعات الإنسان و الطبیعة، کلّ منهما علی حدة، و لا یعدّ الإنسان منقاداً للطبیعة بأی شکل من الأشکال.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 265

  • ٭. محقّق و باحث.