کرامة الإنسان فـی حکومة الإمام علی(ع)
محمد زارع القراملکی
مع أنّ عهد الإمام علی(ع) إستمرّ لفترة قصیرة، کانت تلک الفترة فرصة مناسبة لا مثیل لها اطلاقاً، تتمکن فیها الإمام(ع) عملیاً من تحقیق ما هو المنشود من الحکومة الإسلامیة، بأبعادها المختلفة، و ذلک بالاعتماد علی العزّة و الکرامة الذاتیة للإنسان.
و یمکن القول: إنّ الإمام(ع) لو لم تسنح له تلک الفرصة فإنّ الکثیر من المواضیع السیاسیة و الإجتماعیة فـی الإسلام یکتنفها حالة من الغموض و الإبهام، فتبقیٰ علی شکل أهداف بعیدة المنال، أو یصعب تحقیقها، أو تتعرّض إلی النسیان.
ثمّ إنّ الکرامة و العزّة الإنسانیة الممنوحة من قبل الباری عزّ و جلّ من أهمّ الأسس و القیم فـی الثقافة الإسلامیة و فـی حکومة الإمام علیّ(ع)، و هی المنشأ و المصدر للتطور و النمو و الإرتقاء، و العامل المحفّز علی الحرکة و الإقتدار، کما أنّها أرضیة مناسبة لتحفیز الطاقات، و إستثمار الأموال.
نحاول فـی هذا المقال أن نعرض مفهوم الکرامة من منظار سیاسی، مع بیان أصول و قواعد المعرفة الإنسانیة للإمام علی(ع)، و الّتـی تجلّت فـی تقدیره للرعیة.
و لأجل توضیح مغزی الکرامة الإنسانیة فـی الحکومة العلویة لابدّ من أن نضع أسس الکرامة نصب أعیننا، و علی ضوء ذلک یبحث عن السیاسة العامّة للإمام(ع) فـی مختلف الأصعدة و المجالات: سواء کانت سیاسیة، أو إقتصادیة، أو قضائیة، أو ثقافیة، أو اخلاقیة.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 258