الکرامة الانسانیة: مقارنة بین حقوق الانسان و العرفان الإسلامی

الکرامة الانسانیة: مقارنة بین حقوق الانسان و العرفان الإسلامی

محمدتقی فاضل المیبدی[1]

‏إنّ الکرامة التـی تمنحها الفلسفة الغربیة الحدیثة للانسان غیر مقبولة عند المفکرین الإسلامیین إلاّ بشروط. ففی الإعلان العالمی لحقوق الانسان و رد أنّ للانسان کرامة ذاتیة: سواء کان هذا الانسان مؤمناً أم کافراً. و هذه النظرة مخالفة تماماً لما جاءت به التعالیم الدینیة عامّة، و لما ورد فـی الإسلام خاصّة، حتّیٰ و إن قلنا بلزوم إحترام الإنسان غیر المتدین (الکافر)، و ضمانة حقوقه المشروعة، و أنّ ذلک جزء من وظیفة و مسؤولیة الدولة.‏

‏نودّ فـی هذه المقالة أن نبین أنّ الفلاسفة الجدد یریدون إثبات حریة الانسان بالمعنی السیاسی لها. و أمّا العرفاء الاسلامیون فیبحثون عن حریته فـی داخله، أی: من أعماق وجود الانسان؛ لأنّ الانسان ما لم یدرک الکرامة فـی داخله فإنّ بقیة الکرامات: کالحریة و حقّ الحیاة سوف لن یکون لها أی معنی و طعم عنده.‏

‏إنّ نظرة الإمام الخمینـی(ره) إلی الانسان ـ المستفادة من التعالیم الإسلامیة السمحاء ـ تختلف کلّیاً عن تلک التـی ـ یتنبّاها فلاسفة حقوق الانسان. فالکرامة الانسانیة فـی تفسیر الإمام الخمینـی(ره) بحث عن الکمال المطلق، و البحث عن الکمال المطلق مفقود فـی المنظومة الفکریة لحقوق الانسان.‏

‏و من هذا المنطلق فإنّ السیاسیة و الحکومة التـی ینشدها الإمام الراحل(ره) تختلف ـ ماهیةً ـ مع المسائل الحاکمة فـی الأنظمة العلمانیة.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 257

  • ٭. أستاذ جامعی و حوزوی.