الإنسان و حق تقریر المصیر

الإنسان و حق تقریر المصیر

رمضان علی الرحیمی[1]

‏لا یشک أحد أنّ هناک ضرورة ملحّة إلی وجود الحکومة، و أنّه لابدّ للناس من أمیر برّ أو فاجر، و لا یکاد یختلف أحد من الناس فـی القبول بتلک الحقیقة نعم، وقع تحدید طریقة و نوع الحکومة محلّ إختلاف بین المفکرین و أصحاب النظر إنّ الهاجس و القلق الذی یساور علماء الإجتماع و مصلحی البشریة هو أنّه لابدّ للحاکمیة من أن تکون بشکل تتمکن من خلالها تأمین جمیع أو بعض المصالح و المنافع المنشودة النظام الإجتماعی.‏

‏ثمّ إنّ الثمرة الحاصلة من العمل الدؤوب لعلماء السیاسیة و قادتها و المنظرّین فـی مجال الحیاة الإجتماعیة هو: فکرة الدیمقراطیة ـ فـی مقابل الإستبداد و الفوضی ـ بعنوان أفضل طریقة و آلیة ممکنة لشکل الحکومة.‏

‏إلاّ أنّ أساس الدیمقراطیة الرائجة فـی العالم الغربـی عبارة: عن حاکمیة الإنسان فـی تقریر و تعین مصیره.‏

‏نحاول فـی هذه المقالة أن ندرس حقیقة الموضوع المتقدّم و السؤال الأساسی هنا هو: هل للإنسان حقّ تقریر مصیره بنفسه؟ و هل هذا الحق مجعول بالأصالة له، منه أو منتزع من غیره؟‏

‏فـی مقام الجواب علی هذا السؤال طرحت نظریات المذهب الحقوقی الطبیعی، و المذهب الحقوقی الوضعی، و تم دراستهما و بحثهما بشکل عمیق، کما تمّ الإشارة إلی الخصائص الّتـی یحملها الدین الإسلامی استناداً إلی القرآن الکریم، و سنّة رسول الله(ص)، و بالإستفادة، من الخطب و السیرة العملیة للإمام الخمینـی(ره)، بإعتباره شخصیة فذّة نحجت فـی ممارسة الدیمقراطیة و طبقت حکومة الشعب فـی الإسلام.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 248

  • ٭. محقّق و باحث.