الإمام علی(ع) و الکرامة الإنسانیة

الإمام علی(ع) و الکرامة الإنسانیة

محمدکاظم الطباطبائی[1]

‏إنّ الإنسان أشرف المخلوقات و أفضلها؛ إذ یحمل فـی جنباته خصائص فریدة من نوعها، تمیزه ـ بشکل کبیر ـ عن سائر الموجودات و الکائنات الأخری. و علی هذا الأساس فالکرامة و التکریم ـ الّتـی أختصّت بها الذات الإنسانیة ـ تعدّ من الهدایا و المنح الّتـی امتاز بها هذا المخلوق العجیب. و من مظاهر و تجلیات تلک الکرامة: الشکل و المظهر الخارجی، القویٰ العقلیة و الفکریة، إمتلاک الانسان ارادة و اختیار الّتـی من خلالها یستطیع الوصول إلی مدارج التقدّم و التطوّر، انتخاب الخیر من الشر،.... الخ.‏

‏و هذه الخصوصیات جعلت الإنسان موضع تکریم و تجلیل، کما أنّه ـ بإختیاره ـ یحدّد مصیره، حیث یمکنه السیر فـی طریق الکرامة و التکریم، و الوصول إلی أعلی مراتبها و قممها.‏

‏و أمّا إذا انتخب مسیر الذلّ و الهوان فذلک هو الخسران الأکبر و الأکید فـی دنیاه و آخرته.‏

‏إن للکرامة الإنسانیة أهمیة و عنایة فـی القرآن الکریم و سیرة النبیّ الأکرم(ص) و الأئمّة المعصومین(ع) و هؤلاء هم المظهر الکامل و التامّ للکرامة و الشرف و التکریم.‏

‏الهدف من هذه المقالة ـ بالإضافة إلی بیان أنحاء تکریم الذات الانسانیة ـ ذکر الطرق و الوسائل الّتـی تظهر بها الکرامة و تکاملها.‏

‏و نحن الآن بصدد البحث و الحصول علی هذا المحیط المتلاطم المملوء بالمعارف و اللآلی‏ٔ‏ النادرة، الّتـی ترسم ـ بحروف جمیلة ـ کرامة الانسان فـی سیرة و کلام الإمام علی(ع).‏

‏و لحاظ هذه التعالیم الإلهیة مع طریقة تفکیر و سیرة الإمام الخمینـی(ره) یکون سبباً للاستفادة من المصادیق الموجودة فـی السیرة العلویة.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 244

  • ٭. أستاذ فـی الحوزة العلمیة.