المواطن الملتزم و کرامة الإنسان فـی فکر الإمام الخمینـی(ره)

المواطن الملتزم و کرامة الإنسان فـی فکر الإمام الخمینـی(ره)

غلام رضا بهروز لک[1]

‏یسعی العالم المعاصر ـ الذی یعنـی یوضع الإنسان محوراً، ونفی أیّ حاکمیة غیر بشریة إلی إحیاء الحقوق الطبیعیة للبشر فـی میدان الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة، وإلی توفیر عزّة المواطن و کرامته، من خلال اعتبارهم مواطنین أحرار و متساوین. و إنّ العالم الغربـی المعاصر و إن کان یسعی إلی تأمین کرامة الإنسان عبر شعار محوریة الإنسان، إلاّ أنّ تجربة حاکمیة الفکر الغربـی الحدیث ـ الّتـی طالت قرون عدیدة ـ کشفت عن أنّ مثل هذا الشعار ـ الّذی سبّب عملیاً قطع الإنسان عن عالم القدس، و وضع الحیاة فـی هذا العالم هی المحور ـ قد آلت إلی وقوع الإنسان فـی أسر عالم الطبیعة، و عرّضت عزّة الإنسان و کرامته الحقیقیة للوقوع فـی حبائل الأهواء الدنیویة السریعة الزوال.‏

‏و خلافاً لما یراه الغرب فإنّ المواطنة فـی الفکر الإسلامـی قد اتّخذت ماهیة خاصّة، و إلی جانب التأکید علی الحقوق الفردیة و حرمة الإنسان المؤمن، فإنّ المیزة الجماعیة لمجتمع المؤمنین لم تُقبل إلاّ فـی قالب الأمة الإسلامیة. إن المجتمع المؤمن ذو أهمیة فـی التعابیر الدینیة، و قد تحدّث الله عن أمّة واحدة. و من هنا فإنّ المواطن فـی المجتمع الإسلامی یلعب دوراً عبر حضوره الفاعل و الملتزم فـی المیدان الإجتماعی، و یسیر نحو بناء مجتمع مطلوب. ‏

‏و قد أکد الإمام الخمینـی فـی الفترة المعاصرة علی طرد النماذج الغربیة و الرجوع إلی السنة الإسلامیة. و من هنا فإنّ آراء الإمام الخمینـی فـی مجال نموذج المواطنة و کرامة الإنسان ـ مع وجود مختلف الآراء و القراءات حول الإسلام المعاصر ـ تعتبر مثالاً تامّاً للنظریة الإسلامیة المعاصرة فـی هذا الشأن. یسعی هذا المقال إلی أن یقوم بدراسة آراء الإمام الخمینـی(ره) و أفکاره فـی باب نموذج المواطنة، و علاقتها بکرامة الإنسان. و لذلک سنقوم بنظرة عابرة إلی نظریات المواطنة، و تأریخها فـی السنّة الإسلامیة.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 231

  • ٭. باحث و محقّق.