مقام الخلافة الإلهیة من النظریة إلی العمل

مقام الخلافة الإلهیة من النظریة إلی العمل

مرتضی دوستـی ثانـی[1]

‏اقترنت مرتبة الإنسان بوصفه «خلیفة الله» منذ بدایة الحضارة الإسلامیة بتحوّلات عقائدیة؛ حیث کان الإنسان المثالـی فـی القرون الأولی ذا صبغة «ملحمیة» شدیدة، ثمّ اتّخذت کرامة الإنسان عبر الاستلهام من الإمامیة طابعاً «عرفانیاً»، یجمع بین مقوّمات عمل العابد و العاشق و المجاهد؛ لغرض الاتّصال بـ «الإنسان الکامل». إنّ العلاقة الوثیقة بین هذه النظریة و بین المجتمع الإیرانی المتلاطم بینت لنا: أنّ ولایة الصوفیة هی استمرار لنظریة عظمة الله فـی العهد الملحمی، النافیة لولایة الخلفاء الغاصبین. و قد دلّتنا عملیة التنظیر و أصالة السلوک فـی هذین العهدین إلی أنّ تعمیم نظریة الخلافة الإلهیة لا تقبل الانفصال عن السیاسة بتاتاً، و لکنّها مقرونة بالنقصان. و أمّا فـی المرحلة الثالثة فقد طرح الإمام الخمینـی(ره) و تلامذته هذه النظریة لنقد المدارس المادیة فـی الشرق و الغرب. و قد تعرّض سماحته فـی کتبه ـ و منها «‏‏مصباح الهدایة‏‏» بعد بیان هذا المقام للمعصومین(ع) ـ إلی أنّ الوصول إلی مثل هذه الکرامة ـ وفق بعض الشروط ـ عامّ لجمیع السالکین، و قد تابع اتّصالها بشروط المجتمع العینیة عملیاً إلی مستوی الثورة الإسلامیة.‏

‏قمنا فـی هذه المقالة بدراسة المراحل الثلاثة، و بیان امتیازات المرحلة الثالثة، معتقدین: أنّ انجازات الإمام الخمینـی(ره) فـی المجموع تعتمد علی أمر واقع صالح للتعمیم، و منزّه عن نواقص المراحل السابقة.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 228

  • ٭. خبیر بترمیم المعالم الأثریة.