کرامة الإنسان و الفلسفة الإنسانیة

کرامة الإنسان و الفلسفة الإنسانیة

محسن آصف المحسنـی (الحکمة)[1]

‏ظهرت الفلسفة الإنسانیة فـی الغرب تحت شعار إحیاء مکانة الإنسان المفقودة فـی القرون الوسطی، و لوجود الأرضیة المناسبة تغلغت بدعم من الفلسفة الجدیدة بسرعة فـی جمیع مجالات الحیاة الفردیة و الإجتماعیة للناس فـی الغرب. الموضوع الرئیس للفلسفة الإنسانیة، هو: محوریة الإنسان فـی قبال محوریة الله، و مبناها الأصلی هو: أصالة الإنسان فـی جمیع أبعاد معرفة الوجود، و معرفة المبادئ، و القیم المعرفیة، و التأکید علی أصالة الفهم و الحریة، و بالتالـی أصالة المادة و الطبیعة. و أهم آثارها: أزمة المعنویة، اغتراب الذات، الفراغ، الإباحیة، النسبیة و السبعیة الحدیثة. و یرد علی الفلسفة الإنسانیة إشکالات کثیرة، منها: أنّها نابعة من الإحساس، و بعیدة عن العقل، کما أنّها لا تستند إلی أیّ مرتکز منطقی و معقول، و لا تتمتّع بالحقانیة. أضف إلی ذلک: أنّها وسیلة بید المستمثرین و المتسعمرین للقضاء علی الأخلاق و القیم، و نهب ثروات الشعوب المادیة و المعنویة. ‏

‏یعتقد الکاتب: أنّ نظریة الکرامة تقول: بأنّ الإنسان هو: أفضل المخلوقات؛ و ذلک لممتلکاته و مقاماته الّتـی لا یوجد لها مثیل: کخلافة الله، العلم بجمیع الأسماء، تحمّل الأمانة الإلهیة، تسخیر کلّ ما فـی السماوات و الأرض له، و منحه الفطرة الإلهیة، و کلّها موهوبة له من قبل الله. إلاّ أنّ منح هذه الثروات لا یدلّ علی أنّ کلّ إنسان هو أفضل مخلوق بالفعل، بل إنّ الوصول إلی هذه الکمالات و المقامات الّتـی لا نظیر لها و الّتـی أعدّها الله للإنسان: مرهونة بالإیمان و العمل الصالح. إن أهمّ أصول نظریة التکامل هی: محوریة الله، الإیمان بالتجرّد و خلود الروح، الفطرة الإلهیة، و احتیاج الناس إلی الوحی. و أبرز آثارها: عبودیة الإنسان، اتّباع الوحی، و المیل نحو المعنویات.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 214

  • ٭. باحث و محقّق.