کمال الإنسان و الإنسان الکامل
الدکتور علی النقدی الأمیری
خلق کل کائن و موجود فـی نظام الخلقة لیصل إلی هدف معین و محدّد، و من أجل الوصول إلی هدفه المنشود لابدّ له من إستعداد و قابلیة خاصّة تتناسب و تتناغم مع ذلک الهدف المرسوم.
و النقطة المهمّة و الرئیسة هنا هی: أنّ الهدف دائماً یجب أن یصل إلی وضع مناسب بالنسبة إلی الوضع الموجود. و بما أنّ الوضع المطلوب أکثر کمّاً و کیفاً من الوضع الموجود لذا یعبر عنه بالکمال و هذه المسألة تصدق علی الإنسان کذلک؛ لوضوح أنّ الفلسفة و الغایة من خلق الإنسان هی: الرقّـی و الوصول إلی مرحلة الرشد و الکمال، و علی الإنسان أن یوظّف کلّ إمکاناته و طاقاته الکامنة للوصول إلی ذلک الهدف.
یعتقد کثیر من العلماء أنّ طلب الکمال و البحث عنه أمر فطری، و علی أساس ذلک یرون: أنّ جذور الکمال موجودة فـی ذات و وجود الإنسان. و من هذا یتبین أیضاً: أنّ الحدیث عن الکمال لیس إلّا جزءاً من الخوض فـی بحث المیول و الفطرة الإنسانیة.
و من الواضح أن لاخلاف بین العلماء حول أصل هذه القضیة، أی: طلب الکمال.
و إنّما یکمن الخلاف بینهم حول معناه، و المصادیق العینیة له.
الهدف من البحث الحالی: دراسة مفهوم الکمال الإنسانی و بیان النظریات و الآراء المختلفة فـی هذا الصدد، و دراسة مفهوم الإنسان الکامل من وجهة نظر الإسلام عامّة، و من وجهة نظر الإمام الخمینـی(ره) خاصّة.
کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 203