المبحث الثانی : فی أقسام البیع بحسب الأسباب

عدم ورود إشکال الشبهة المصداقیّة وغیرها علی التقریب المذکور

عدم ورود إشکال الشبهة المصداقیّة وغیرها علی التقریب المذکور

‏ ‏

‏ثمّ علیٰ ما ذکرنا لایرد إشکال ا لشبهـة ا لمصداقیّـة ، ا لذی یرد علیٰ تقریب‏‎ ‎‏ا لشیخ ا لأنصاری ‏‏قدس سره‏‏ علیٰ ما یأتی‏‎[1]‎‏ ؛ ضرورة أنّ ا لمدّعی کون الآیـة مثبتـة للزوم‏‎ ‎

کتاب البیعج. 1صفحه 187
‏ا لعقود ، فکأ نّـه قال : «ا لعقود لازمـة» ومقتضیٰ لزومها سقوط ا لفسخ عن ا لتأثیر ،‏‎ ‎‏ودفع احتمال حلّ ا لعقد بـه .‏

کما أنّ توهّم :‏ أنّ مقتضیٰ عقد ا لبیع أنّ ا لمبیع ملک للمشتری با لعوض ،‏‎ ‎‏وا لقیام بهذا ا لمقتضیٰ با لتحفّظ علیـه بإبقائـه وعدم إزا لتـه ، وأمّا مقتضی ا لملک فهو‏‎ ‎‏أجنبی عن مورد ا لعقد ، وا لوفاء هو ا لعمل بمقتضی ا لعقد ، لا مقتضی مقتضاه‏‎[2]‎‏ .‏

مدفوع :‏ بما مرّ‏‎[3]‎‏ من أنّ ا لتسلیم وا لتسلّم وعدم ا لاسترجاع ـ بعنوانـه ـ من‏‎ ‎‏ا لمقتضیات ا لعرفیّـة للعقد ، فلو عقد ا لبیع علیٰ عشرة أرطال ، ولم یسلّمها خارجاً‏‎ ‎‏ولم یفسخ ا لعقد ، لایقال : «وفیٰ بعقده» بلا شبهـة ، کما یظهر با لمراجعـة إلی ا لعرف‏‎ ‎‏وا لعقلاء .‏

نعم ،‏ ا لتصرّف فی ا لمبیع ونحوه أجنبی عن ا لوفاء با لعقد ، فلزوم ا لتسلیم‏‎ ‎‏ـ ا لمقتضیٰ للعقد عرفاً ـ ملازم للزومـه .‏

وربّما یتوهّم :‏ أنّ ا لأمر با لوفاء با لعقود وا لشروط إمّا إرشاد إلیٰ حسنـه‏‎ ‎‏ورجحانـه عقلاً ولدی ا لعقلاء أو موعظـة حسنـة یثبت بها ا لاستحباب ، ولاسیّما‏‎ ‎‏مع اختصاص ا لخطاب بـ «ا لمؤمنین» و «ا لمسلمین»‏‎[4]‎‏ .‏

وفیـه :‏ ـ مضافاً إلیٰ عدم ا لحجّـة علیٰ ترک حجّـة ظاهرة بلا قرینـة‏

‏معتمدة ، ومجرّد کون شیء حسناً لایوجب صرف ا لأمر عن ا لوجوب لو کان ظاهراً‏‎ ‎‏فیـه کما هو ا لمعروف ، ولا صرفـه عن ا لحجیّـة کما عندنا‏‎[5]‎‏ ، وبا لجملـة لایکون‏‎ ‎

کتاب البیعج. 1صفحه 188
‏ذلک قرینـة عقلائیّـة ـ أنّ ا لتخلّف عن ا لعهود وا لعقود قبیح لدی ا لعقلاء أیضاً ،‏‎ ‎‏وا لعمل بمقتضاها لازم ، وبعض ا لعقود ا لجائزة لدیهم کا لوکا لـة وا لعاریـة سنخها‏‎ ‎‏مناسب للجواز ، ولعلّ سنخها خارج عن سنخ ا لمعاقدة وا لمعاهدة ، لاتخصیص فی‏‎ ‎‏أمر قبیح .‏

نعم ،‏ لایبعد أن یکون ذلک ا لارتکاز ا لعقلائی موجباً لترجیح ا لاحتمال‏‎ ‎‏ا لثانی من ا لاحتما لات ا لمتقدّمـة ، کما أشرنا إلیـه‏‎[6]‎‏ ، واختصاص ا لمؤمن وا لمسلم‏‎ ‎‏با لذکر ، لایدلّ علی ا لترجیح ا لاستحبابی لو لم یکن مشعراً با لوجوب .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 1صفحه 189

  • )) یأتی فی ا لصفحـة 193 ، اُنظر ا لمکاسب : 215 / ا لسطر 12 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 6 / ا لسطر 36 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 185 .
  • )) اُنظر حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لمامقانی 2 : 8 / ا لسطر 8 ، حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق الإیروانی 1 : 81 / ا لسطر 33 .
  • )) راجع مناهج ا لوصول 1 : 250 ـ 257 ، تهذیب الاُصول 1 : 139 ـ 145 .
  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 187 .