الشرط الثانی : اعتبار کون العوضین ملکاً طلقاً

کلام کاشف الغطاء فی عدم صحّة بیع الوقف العامّ

‏ ‏

‏ثمّ إنّ ا لمنقول‏‎[2]‎‏ عن ا لشیخ کاشف ا لغطاء ‏‏قدس سره‏‏ : أ نّـه لایصحّ بیع ا لوقف‏‎ ‎‏ا لعامّ ؛ لعدم ا لملک ، لرجوعـه إلی الله ، ودخولـه فی مشاعره ، لکن مع ا لیأس عن‏‎ ‎‏ا لانتفاع بـه فی ا لجهـة ا لمقصودة ، یؤجّر للزراعـة ونحوها ، مع ا لمحافظـة علی‏‎ ‎‏الآداب ا للاّزمـة إن کان مسجداً ، وعلی إحکام ا لسجلاّت ، وتصرف فائدتها فیما‏‎ ‎‏یماثلها‏‎[3]‎‏ . . . .‏

‏ووجّهـه بعض ا لأجلّـة ‏‏قدس سره‏‏ : بأنّ للمسجد حیثیّـتین :‏

‏حیثیّـة ا لمسجدیّـة ، ولها أحکام خاصّـة .‏


کتاب البیعج. 3صفحه 183
‏وحیثیّـة کونـه وقفاً عامّاً .‏

‏ولایجوز بیع ا لمسجد بما هو مسجد ، وأ مّا بعض ا لأحکام الاُخر ا لثابت‏‎ ‎‏للوقف ا لعامّ ا لذی لایکون منافیاً للمسجدیّـة ، فا لمقتضی لـه موجود ، وا لمانع عنـه‏‎ ‎‏مفقود ، کإجارتـه للزراعـة ، وصرف اُجرتـه فی تعمیره ، أو إحداث مسجد آخر ،‏‎ ‎‏وا لمفروض عدم منافاتـه للمسجدیّـة ؛ لعدم ا لتمکّن من ا لانتفاع بـه فی ا لصلاة‏‎ ‎‏وعبادة اُخریٰ ، انتهیٰ ملخّصاً‏‎[4]‎‏ .‏

‏ولا أدری هل أنّ مراد کاشف ا لغطاء ‏‏قدس سره‏‏ من «ا لأوقاف ا لعامّـة» هی ا لعامّـة‏‎ ‎‏ا لمصطلحـة فی مقابل ا لأوقاف ا لخاصّـة ، أو ا لمراد منها هی ا لمساجد وا لمشاهد ؟‏

‏فإن کان ا لأوّل ، فلا وجـه لدخولها فی ا لمشاعر ، ورجوعها إلی الله تعا لیٰ ؛‏‎ ‎‏فإنّ ا لخانات وا لمدارس وا لأوقاف علی ا لجهات وا لعناوین ، لیس شیء منها من‏‎ ‎‏مشاعر الله تعا لیٰ .‏

‏وکیف کان : یرد علیـه فی مثل ا لمساجد وا لمشاهد ا لمشرّفـة : مضافاً إلیٰ‏‎ ‎‏مخا لفـة ذلک لارتکاز ا لمتشرّعـة ، أنّ ا لواقف فی ا لمساجد ـ وتلحق بها ا لخانات ،‏‎ ‎‏وا لمدارس ، وما جعلها لانتفاع خاصّ ـ قصر جمیع آثار ا لملک فی ذلک ، وا لشارع‏‎ ‎‏ا لأقدس أنفذه بقولـه ‏‏علیه السلام‏‏ : ‏«ا لوقوف تکون علیٰ حسب ما یوقفها أهلها»‎[5]‎‏ .‏

‏فکما أنّ ا لوقف علیٰ جهـة أو عنوان ؛ بجعل ا لواقف ، وإنفاذ ا لشرع ، لایتعدّیٰ‏‎ ‎‏إلیٰ غیر ا لمجعول ، کذلک قصر ا لمنافع علیٰ منفعـة خاصّـة ـ کسکنی ا لطلبـة ،‏‎ ‎‏ونزول ا لمارّة . . . ونحو ذلک ـ وإنفاذ ا لشارع ا لأقدس یسقط سائر ا لمنافع .‏


کتاب البیعج. 3صفحه 184
‏فلا منفعـة للمسجد غیر ا لعبادة فیها ، وا لانتفاعات ا لمتداولـة منها ،‏‎ ‎‏کا لقضاء ، ونشر ا لأحکام ، بل وا لسکنیٰ بنحو لاتزاحم ا لصلاة ؛ ممّا جرت ا لسیرة‏‎ ‎‏علیها ، ودلّت ا لأدلّـة علیٰ جوازها ، وأ مّا ا لمنافع الاُخر فساقطـة عنها وعن‏‎ ‎‏أشباهها ؛ من ا لمدارس وا لخانات .‏

‏ولاینبغی توهّم : أنّ لازم قصر ا لانتفاع ا لخاصّ للموقوف علیهم ، بقاء سائر‏‎ ‎‏ا لمنافع منحازة للواقف ؛ فإنّ ذلک ضروریّ ا لبطلان .‏

‏فلو وقف محلاًّ للتدریس أو للمکتبـة . . . أو نحو ذلک ، فکما لایجوز ا لتعدّی‏‎ ‎‏عن جعلـه ، لایجوز إجارتـه ولو مع عدم ا لانتفاع ا لخاصّ وتعذّره ؛ لأنّ اختصاص‏‎ ‎‏ا لوقف بجهـة خاصّـة ، یجعل ا لعین مسلوبـة ا لمنفعـة بحسب جعلـه وإنفاذ‏‎ ‎‏ا لشرع .‏

‏وأغرب ممّا ذکر ا لتوجیـه ا لمتقدّم‏‎[6]‎‏ ؛ فإنّ ضعفـه ممّا لایخفیٰ ، ضرورة أنّ‏‎ ‎‏جهـة ا لمسجدیّـة فی ا لمساجد ، لیست فی ا لخارج غیر حیثیّـة ا لوقف ؛ فإنّ‏‎ ‎‏ا لمسجد بما هو مسجد وقف ، لا مسجد ووقف ، فا لمسجد أحد مصادیق ا لوقف ،‏‎ ‎‏وا لمصداق عین ا لعنوان فی ا لخارج ، لا أمر منحاز عنـه لـه حکم خاصّ ،‏‎ ‎‏وا لانحلال ا لعقلیّ غیر مفید .‏

‏فلو کان ا لأمر کما زعمـه ، لزم منـه جواز إجارة بیت الله ا لحرام وا لمساجد‏‎ ‎‏مع عدم ا لمزاحمـة للحاجّ وا لمصلّی ؛ فإنّ ا لإجارة واقعـة علی ا لوقف ا لعامّ ،‏‎ ‎‏وا لمقتضی فیها ـ علیٰ زعمـه ـ موجود ، وعنوان «بیت الله » وکذا «ا لمسجد» غیر‏‎ ‎‏مانع ، وإلاّ لم تجز ا لإجارة حتّیٰ مع عدم إمکان الانتفاع مادام ا لعنوان باقیاً ، وإنّما‏

کتاب البیعج. 3صفحه 185
‏ا لمانع ا لمزاحمـة للحاجّ وا لمصلّی .‏

‏وعلیـه فلابدّ من ا لقول : بصحّـة إجارتهما عند عدم ا لمزاحمـة ، أو بنحو‏‎ ‎‏لاتزاحمهما ، کالإجارة لوضع ا لأمتعـة علیٰ رفوفهما ، وهو ـ کما تریٰ ـ ممّا لاینبغی‏‎ ‎‏ا لتفوّه بـه .‏

‏ودعویٰ : أنّ عنوان «ا لمسجدیّـة» فی ا لمسجد ا لمتروک ، غیر مانع ، بخلاف‏‎ ‎‏غیره‏‎[7]‎‏ ، رجم با لغیب ، وا لتحقیق ما عرفت .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 3صفحه 186

  • )) ا لمکاسب : 167  /  ا لسطر3 .
  • )) شرح ا لقواعد ، کاشف ا لغطاء : ا لورقـة 84  /  ا لسطر15 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 261  /  ا لسطر24 .
  • )) ا لفقیـه 4 : 176  /  620 ، تهذیب ا لأحکام 9 : 129  /  555 ، وسائل ا لشیعـة 19 : 175 ، کتاب ا لوقوف وا لصدقات ، ا لباب2 ، ا لحدیث1 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 261  /  ا لسطر24 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 261  /  ا لسطر31 .