الشرط الرابع : اعتبار العلم بقدر الثمن والمثمن

حکم ما لو کان شیء مکیلاً أو موزوناً فی حال دون حال

‏ ‏

‏ثمّ إنّ کثیراً ما یکون شیء مکیلاً أو موزوناً فی حال دون حال ، وکذا فی‏‎ ‎‏ا لمعدود وا لمذروع ، فالأنعام قبل ذبحها لاتکون موزونـة ، وإن کانت قیمتها تختلف‏‎ ‎‏باختلاف أوزانها ، لکن تباع با لمشاهدة لابا لوزن ، وبعد ذبحها تکون لحومها‏‎ ‎‏موزونـة ، یبطل بیعها جزافاً وبلا وزن .‏

‏وا لطاقـة من ا لحریر قبل أن تخاط ، تکون مذروعةً ، وبعد صیرورتها قمیصاً‏‎ ‎‏لاتکون مذروعـة .‏

‏فما قلنا سابقاً : من أنّ ا لجهل با لکمّیات ا لمتّصلـة أو ا لمنفصلـة ، یوجب‏‎ ‎‏ا لجهل با لمبیع‏‎[2]‎‏ ، إنّما هو فیما إذا کان ا لمبیع ممّا یکال ، أو یوزن ، أو یعدّ ؛ بحیث‏‎ ‎‏کان ا لثمن ا لمقابل لـه یوزّع علیٰ مکایـیلـه وأمنانـه وأعداده .‏

‏وا لفلزّات قبل أن تصنع منها مکائن مثلاً موزونـة ، یقع ا لثمن بإزاء أوزانها ،‏‎ ‎‏ویوزّع علیها ، وإذا صارت مکائن خرجت عن ذلک ، ولم یوزّع ا لثمن علیٰ أمنانها .‏

‏وا لظاهر أنّ ا لألبان قبل ا لدرّ وا لإخراج من ا لضروع ، لیست مکیلـة ، ولا‏‎ ‎‏موزونـة ، وکذا ا لأصواف وا لأوبار ونحوها قبل جزّها .‏

‏وکذا ا لسّموک قبل تذکیتها ، لیست موزونـة ، بل لایبعد أن لاتکون معدودة‏‎ ‎‏أیضاً حال کونها فی الآجام .‏

‏وکذا ا لأثمار قبل اقتطافها ، حتّی ا لخیار ، وا لقثّاء ، وا لباذنجان ، وا لجوز ،‏‎ ‎‏فإنّها غیر معدودة ، ولا موزونـة ، فبیعها علی ا لأشجار وا لنجوم بلا کیل ولا وزن ،‏‎ ‎‏صحیح غیر داخل فی ا لنهی عن ا لغرر .‏


کتاب البیعج. 3صفحه 534
‏کما أنّ بیع ا للّبن فی ا لضرع مع ا لعلم بوجوده ، صحیح علی ا لقاعدة ،‏‎ ‎‏ولایضرّه ا لجهل بأوصافـه ولابوزنـه ؛ لأ نّـه غیر موزون .‏

‏فا لوزن هاهنا مثل سائر ا لأوصاف ، غیر دخیل فی ذات ا لمبیع ، ولایوجب‏‎ ‎‏ا لجهل بـه ا لجهل با لمبیع ، هذا کلّـه بحسب ا لقواعد .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 3صفحه 535

  • )) تقدّم فی ا لصفحـة 509 .