القول فی أحکام الخیار

مسألة فی أنّ الأجنبی لایورّث الخیار الثابت له

مسألة فی أنّ الأجنبی لایورّث الخیار الثابت له

‏ ‏

‏لو کان ا لخیار لأجنبی ومات ، فهل ینتقل إ لیٰ وارثـه ؛ استناداً إ لیٰ إطلاق‏‎ ‎‏دلیل ا لإرث ، أو لا ؛ نظراً إ لیٰ عدم انطباق أدلّـة ا لإرث علیـه ؟ فإنّ قولـه : ‏‏«‏لِلرِّجَالِ‎ ‎نَصِیبٌ مِمَّا تَرَکَ الْوَالِدَانِ وَ الأَقرَبُونَ وَ لِلنِّساءِ نَصِیبٌ مِمَّا تَرَکَ الوَالِدَانِ‎ ‎وَالأَقرَبُونَ . . .‏»‏‎[1]‎‏ إ لیٰ آخره لاینطبق علیـه لوجهین :‏

‏من جهـة عدم صدق «ا لنصیب» علیٰ إنشاء لایؤثّر للورثـة شیئاً ، ولیس‏‎ ‎‏حقّ ا لخیار ا لثابت للأجنبی ، کحقّـه ا لثابت لغیر ا لأجنبی ، ولا کحقّ ا لشفعـة‏‎ ‎‏وا لتحجیر ونحوهما ، بل إنّـه مجرّد حقّ ا لحلّ لعقد غیره ، وفی مثلـه لایصدق علیـه‏‎ ‎‏عرفاً «أنّ لـه نصیباً» .‏

‏ومن جهـة عدم صدق «ما ترک» علیٰ ما لا أثر لـه با لنسبـة إ لیهم ، أو‏‎ ‎‏انصراف ا لدلیل عنهما ، ولا أقلّ من ا لشکّ فی صدقـه ، وا لأصل عدمـه .‏

وتوهّم :‏ أ نّـه قد یکون للخیار أثر للورثـة ؛ وهو إعطاء شیء لهم لإعما لـه ،‏

کتاب البیعج. 5صفحه 403
‏أو ترکـه أحیاناً‏‎[2]‎‏  ‏مدفوع‏ بأنّ هذا ا لأمر ا لنادر ا لوجود ، لاینظر إ لیـه ، بل لایوجب‏‎ ‎‏مثلـه ا لصدق أو ا لعلم بـه .‏

کما أنّ توهّم :‏ لزوم أن لایصدق «ا لنصیب» و «ما ترک» علیٰ حقّ ا لخیار ، بناءً‏‎ ‎‏علیٰ ما ذکر فیما لو استغرق ا لدین ؛ لحرمان ا لورثـة عن ا لأعیان‏‎[3]‎‏ .‏

فاسد ؛‏ فإنّ ا لأعیان هناک ، لاتخرج عن إمکان ا لدخول فی ملکهم إرثاً ، ولو‏‎ ‎‏بإعطاء ا لدین من ما لهم ، أو بعفو ا لدائن ، ومثلـه کافٍ فی صدق «ما ترک» و‏‎ ‎‏«ا لنصیب» وصحّـة ا لإرث .‏

وأ مّا ما أفاده ا لشیخ ا لأعظم ‏قدس سره‏‏ وتبعـه بعضهم : من أنّ ظاهر ا لجعل أو‏‎ ‎‏محتملـه ، مدخلیّـة نفس ا لأصیل‏‎[4]‎‏ .‏

وزاد بعضهم :‏ بأنّ ا لخیار مجعول لـه ، بما هو ذو بصیرة ونظر بأمر ا لعقد ، وأنّ‏‎ ‎‏هذه ا لحیثیّـة ـ بحسب ا لغا لب ا لشائع ـ تقییدیّـة ، لا تعلیلیّـة‏‎[5]‎‏ ، وهذا فی ا لحقیقـة‏‎ ‎‏تصدیق منهما لکونـه مورّثاً ، إ لاّ إذا جعل بنحو لایتعدّاه ، فا لکبریٰ مسلّمـة‏‎ ‎‏عندهما ، وا لإشکا ل فی ا لصغریٰ .‏

ففیـه :‏ ـ مع ا لغضّ عمّا تقدّم ـ أنّ ا لجهـة فی مثلـه تعلیلیّـة بلا إشکا ل ؛ لأنّ‏‎ ‎‏ا لجاعل لمّا رأیٰ شخصاً ذا بصیرة بأمر ا لعقد ، جعل ا لخیار لـه ، لا أ نّـه جعل لـه‏‎ ‎‏بقید أ نّـه بصیر وهو واضح .‏

‏ثمّ علیٰ فرض قبولـه ذاتاً للإرث ، فمع ا لشکّ فی کیفیّـة ا لجعل ، لایحکم‏‎ ‎‏با لإرث .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 5صفحه 404

  • )) النساء (4): 7.
  • )) مصباح ا لفقاهـة 7 : 443 .
  • )) نفس ا لمصدر .
  • )) ا لمکاسب : 293 / ا لسطر21 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 173 / ا لسطر37 .