الفائدة الثانیة : وفیها مباحث

المبحث الخامس : ما الزائد الناقص

المبحث الخامس ما الزائد الناقص

‏ ‏

‏     ‏‏والجواب أ نّه الجسم التعلیمی ؛ لأ نّه من أعظم أنواع الکمّ القابل للزیادة‏‎ ‎‏والنقصان، وهو معلول الطبیعة الجسمیّة ؛ حیث یلزم الجسم الطبیعی من‏‎ ‎‏دون انفکاک عنه فی وقت حتّی عند الانفصال خلافاً للمشهور عند‏‎ ‎‏المُتفلسفة المتأخرین‏‎[1]‎.

‏     ‏‏ولمّا کان لازماً عارضاً للجسم وجب أن یکون فیه فاعل له وأمر قابل‏‎ ‎‏له، ومن البیّن أنَّ الفاعل فی الجسم یسمّی صورة والقابل هیولی، فثبت فی‏‎ ‎‏الجسم الذی هو عرش الرحمن من وجه وجود أمرین: هما الهیولی،‏‎ ‎‏والصورة.‏

‏_______________________________________________________________________ ‏

‏ ‏

‏قوله: عند المتفلسفة المتأخّرین: ‏

‏     لم أعرف صاحب هذا القول، والمحقَّق عند المحقِّقین من المتأخرین تبدیل المتعیّن‏‎ ‎‏الأوّل بالمتعیّن الآخر، فإن أراد من عدم الانفکاک ما یشمل هذا فهو خلاف التحقیق‏‎ ‎‏بل الضرورة ؛ فإنّ الفرق بین التعلیمی والطبیعی بالإبهام والتّعیین، فتبصّر.‏

‏ ‏


کتابالتعلیقه علی الفوائد الرضویهصفحه 143

‏     أمّا وجه عرشیّة الجسم فلکونه مظهر الجواهر العقلیّة، والعرش هو العقل‏‎ ‎‏فی الحقیقة، وأیضاً من المُقرّر أنَّ العرش علی الماء‏‎[2]‎‏ والهیولی أشبه شیء بأن‏‎ ‎‏یعبّر عنها بالماء حیث تکون قابلة لجمیع الصور والأشکال، ومن ذلک یظهر‏‎ ‎‏أیضاً کون الصورة مظهر اسم الرحمن، وقد قال: ‏‏«‏الرَّحْمنُ عَلَی العَرْشِ‎ ‎اسْتَوی‏»‏‎[3]‎‏ ومنه یتصحّح أیضاً ‏(أنّ الله سبحانه لمّا خلق العرش حمله علی کواهل أملاک‎ ‎أربعة، فلم یستقرّ قراراً وعجزوا عن حمله بداراً، حتّی استقرّ بقول: لا إله إلاّ الله ولا حول‎ ‎ولا قوّة إلاّ بالله )‎[4]‎.

‏     ‏‏أمّا عدم قراره فمن حیث استلزامه للسیلان والتغییر الذاتی، وأمّا قراره‏‎ ‎‏بالکلمتین فلدلالتهما علی ثبات الله وقیومیّته لکلّ شیء وأ نّه المُمسک‏‎ ‎‏السماوات والأرض.‏

‏     ‏وبالجملة:‏ هذا الجسم المُتکمّم مطلع التقدیر الإلهی علی العالم الکونی،‏‎ ‎‏وعبّر عنه فی الأخبار بالبحر العمیق والطریق المظلم‏‎[5]‎.

‏     ‏‏أمّا البحر العمیق فلکونه فی المادّة الّتی هی البحر الأعظم، والتیّار المُحیط‏‎ ‎‏بالعالم، والبحر المکنون من أعین أهل الحسّ الذی ورد أ نّه فوق‏‎ ‎‏السماوات‏‎[6]‎.

‏     ‏‏وأمّا الطریق المظلم فلکونه فی عالم الغواشی والغواسق الجرمانیّة،‏‎ ‎‏ومطمورة الطبائع الجسمانیّة.‏

‏     وأمّا سرّ کونه قابلاً للزیادة والنقصان فقد قال معلّم الحکمة فی‏‎ ‎


کتابالتعلیقه علی الفوائد الرضویهصفحه 144

‏اثولوجیا: إنَّ الأشیاء الّتی تقبل الزیادة والنقصان هی فی عالم الکون، وإنّما‏‎ ‎‏صارت تقبل الزیادة والنقصان ؛ لأنَّ فاعلها ناقص هو الطبیعة، وذلک لأنَّ‏‎ ‎‏الطبیعة لاتبدع صفات الأشیاء کلّها معاً، فلذلک تقبل الأشیاء الطبیعیّة‏‎ ‎‏الزیادة والنقصان‏‎[7]‎.

‏     ‏‏ثمّ اعلم أنَّ بعد وجود التعلیمیّات الّتی هی مظهر القدر‏‎[8]‎‏ یقضی الله ‏‎ ‎‏بوجود الأشخاص الکونیّة، فتلک الأشخاص مطلع القضاء الإلهی ومظهر‏‎ ‎‏الحکم الحتم الرّبانی، هکذا ینبغی أن تفهم مراتب الخصال والأسباب من‏‎ ‎‏العلم والمشیّة والإرادة والقدر والقضاء من ربّ الأرباب.‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏


کتابالتعلیقه علی الفوائد الرضویهصفحه 145

کتابالتعلیقه علی الفوائد الرضویهصفحه 146

  • .  الإشارات و التنبیهات 2: 34، الأسفار 4: 20.
  • . هود: 7.
  • . طه: 5.
  • . اُنظر تفسیر نور الثقلین 3: 368 / 14، تفسیر الإمام العسکری علیه السلام: 146 / 74، بحارالأنوار 55:       19 / 26 و 33 / 53.
  • . اُنظر نهج البلاغة: باب الحکم رقم 288، بحارالأنوار 5: 97 / 22.
  • . اقتباس من روایة اُصول الکافی 2: 417 / 1.
  • . اُثرلوجیا إفلوطین: 139.
  • . فی نسخة «م»: المقدّر.