المطلب الأوّل فی المهمّ ممّا استدلّ به الأشعری علی مطلوبه

تمثیل

تمثیل

‏ ‏

‏وا لمثال یقرّب من وجـه لا من جمیع ا لوجوه . إذا أشرقت‏‎ ‎‏ا لشمس علیٰ مرآة ووقع ا لنور منها علی جدار ، فنور ا لجدار لیس من‏‎ ‎‏ا لمرآة بذاتها لعدم نور لها ، ولا من ا لشمس ا لمطلق أی بلاوسط‏‎ ‎‏وبلاقید ، بل هو نور شمس ا لمرآة ، فمَن نظر إ لی ا لمرآة غافلاً عن‏‎ ‎‏ا لشمس یزعم کونـه للمرآة ، ومَن نظر إ لی ا لشمس غافلاً عن ا لمرآة‏‎ ‎‏یزعم کونـه من ا لشمس بلاوسط ، ومَن کان ذا ا لعینین یری ا لشمس‏‎ ‎‏وا لمرآة ، یری أنّ ا لنور من شمس ا لمرآة ومع ذلک یحکم بأنّ ا لنور‏‎ ‎‏ـ وما هو من سنخـه للشمس با لذات وللمرآة با لعرض ، ومحدودیّـة‏‎ ‎‏ا لنور حسب حدّ ا لمرآة للمرآة با لذات وللنور با لعرض ، ومع ذلک لولا‏‎ ‎‏ا لشمس وإشراقها لم یکن نور ولا حدِّ، فا لنور وحدّه من عند ا لشمس .‏‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 40
‏فا لأنوار ا لطا لعـة من اُفق عا لم ا لغیب إنّما هی لنور ا لأنوار ،‏‎ ‎‏«‏وَمَن لَمْ یَجْعَلِ الله ُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ‏»‏‎[1]‎‏ . فنور ا لوجود من حضرة‏‎ ‎‏ا لرحموت وظلّ نور الله تعا لی ؛ ‏‏«‏اَلله ُ نُورُ السَّمَـوٰاتِ وَالأَرْضِ‏»‏‎[2]‎‏ ،‏‎ ‎‏ولانور إلاّ نوره ولاظهور إلاّ ظهوره ولاوجود إلاّ وجوده ولا إرادة إلاّ‏‎ ‎‏إرادتـه ولاحول ولاقوّة إلاّ بـه وإلاّ بحولـه وقوّتـه ، وا لحدود‏‎ ‎‏وا لتعیّـنات وا لشرور کلّها من حدود ا لإمکان ومن لوازم ا لذوات‏‎ ‎‏ا لممکنـة وضیق ا لمادّة وتصادم ا لمادّیات .‏

‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 41

  • )) ا لنور (24) : 40 .
  • )) ا لنور (24) : 35 .