المطلب الثانی فی بیان حقیقة السعادة والشقاوة

الأمر الأوّل : حول قاعدة «الذاتی لایعلّل»

[ الأمر الأوّل][حول قاعدة «الذاتی لایعلّل» ]

‏ ‏

‏إنّ ا لذاتی ا لذی یقال إنّـه لایعلّل هو ما اصطلح علیـه فی باب‏‎ ‎‏ا لبرهان وهو أعمّ من ا لذاتی فی باب ایساغوجی لشمولـه أجزاء‏‎ ‎‏ا لماهیّـة ولوازمها ، وفی مقابلـه ا لعرضی فی ذلک ا لباب وهو أخص‏‎ ‎‏من عرضی باب ایساغوجی لاختصاصـه با لمفارقات‏‎[1]‎‏ .‏

‏وسرّ عدم معلّلیـة ا لذاتی ومعلّلیـة ا لعرضی أنّ مناط ا لافتقار‏‎ ‎‏إ لی ا لعلّـة هو ا لإمکان کما أنّ مناط الاستغناء عنها هو ا لوجوب ، فأیّ‏‎ ‎‏محمول یلاحظ ویقاس إ لی موضوعـه فلایخلو من إحدی ا لجهات‏‎ ‎‏ا لثلاث : ا لإمکان وا لوجوب والامتناع .‏

‏فإن کانت نسبتـه إ لیـه با لإمکان ففی اتّصافـه بـه یحتاج إ لی‏‎ ‎‏ا لعلّـة ؛ لأنّ ما یمکن أن یتّصف بشیء وأن لایتّصف لایمکن أن یتّصف‏‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 68
‏بـه بلاعلّـة للزوم ا لترجیح (ا لترجّح ـ خ ل) بلامرجّح وهو یرجع إ لیٰ‏‎ ‎‏اجتماع ا لنقیضین . فا لإنسان لمّا کان ممکن ا لوجود واجب ا لحیوانیّـة‏‎ ‎‏ممتنع ا لحجریّـة ، یکون فی وجوده مفتقراً إ لی ا لعلّـة دون حیوانیّـتـه‏‎ ‎‏وحجریّتـه ؛ لتحقّق مناط ا لافتقار فی ا لأوّل ومناط الاستغناء وهو‏‎ ‎‏ا لوجوب فی ا لأخیرین إن أرجعنا الامتناع إ لی ا لوجوب ، وإلاّ‏‎ ‎‏فا لامتناع أیضاً مناط عدم ا لمجعولیّـة بذاتـه . وا لأربعـة ممکنـة‏‎ ‎‏ا لوجود واجبـة ا لزوجیـة وا للاّفردیـة ممتنعـة ا لفردیّـة ، فتعلّل فی‏‎ ‎‏ا لأوّل دون ا لأخیرتین . وا لجسم ممکن ا لوجود وا لأبیضیّـة‏‎ ‎‏وا لأسودیّـة ، فیعلّل فیها وهکذا .‏

‏ثمّ إنّ عدم معلّلیّـة ا لممکن فی ذاتـه ولوازمها لایخرجـه عن‏‎ ‎‏ا لإمکان ؛ لأنّ ا لماهیّـة ولوازمها اعتباریّـة لا حقیقـة لها فهی بلوازمها دون‏‎ ‎‏ا لجعل ولایمکن تعلّق ا لجعل با لذات بها کما هو ا لمقرّر فی محلّـه‏‎[2]‎‏ .‏

‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 69

  • )) ا لجوهر ا لنضید : 15 و209 ، شرح ا لمنظومـة ، قسم ا لمنطق : 30 .
  • )) اُنظر ا لحکمـة ا لمتعا لیـة 1 : 38 ـ 74 ، و 396 ـ 423 ، وشرحا لمنظومـة ، قسم ا لحکمـة : 10 ـ 15 ، و 56 ـ 61 .