المطلب الثانی فی بیان حقیقة السعادة والشقاوة

الأمر الرابع : فی معنی السعادة والشقاوة

[ الأمر الرابع][فی معنی السعادة والشقاوة]

‏ ‏

‏ا لسعادة لدی ا لعرف وا لعقلاء عبارة عن جمع (جمیع ـ خ ل)‏‎ ‎‏موجبات ا للذّة وا لراحـة وحصول وسائل ا لشهوات وا لأمیال وتحقّق‏‎ ‎‏ملایمات ا لنفس بقواها دائماً أو غا لباً ، وا لشقاوة فی مقابلها . فمن‏‎ ‎‏حصل لـه موجبات لذّات ا لنفس وکان فی روح وراحـة بحسب جمیع‏‎ ‎‏قوی ا لنفس دائماً یکون سعیداً مطلقاً ، وبإزائـه ا لشقیّ ا لمطلق ، وإلاّ‏‎ ‎‏فسعید وشقیّ با لإضافـة .‏

‏ولمّا کان فی نظر ا لمؤمنین بعا لم ا لآخرة لذّات ا لدنیا بحذافیرها‏‎ ‎‏ومشتهیاتها بأجمعها با لقیاس إ لیٰ لذّات ا لآخرة وا لجنّـة ا لتی فیها ما‏‎ ‎‏تشتهیـه ا لأنفس وتلذّ ا لأعین دائماً أبداً ، تکون شیئاً حقیراً ضعیفاً‏‎ ‎‏(طفیفاً ـ خ ل) کیفیّـة وکمیّـة ، بل فی ا لحقیقـة لانسبـة بین ا لمتناهی‏‎ ‎‏وغیر ا لمتناهی ، تکون ا لسعادة لدیهم ما یوجب دخول ا لجنّـة ،‏‎ ‎‏وا لشقاوة ما یوجب دخول ا لنار ‏‏«‏فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیهَا‎ ‎زَفِیرٌ وَشَهِیقٌ * خـٰالِدِینَ فِیهَا مَادَامَتِ السَّمـٰوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ مَا شـٰاءَ رَبُّکَ‎ ‎إِنَّ رَبَّکَ فَعَّالٌ لِمـٰا یُرِیدُ * وَأَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خـٰالِدِینَ فِیهَا‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 73
مَادَامَتِ السَّمـٰواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ مَا شـٰاءَ رَبُّکَ عَطـٰاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ‏»‏‎[1]‎‏ فمن‏‎ ‎‏ختم لـه با لخیر وقدّر لـه ا لجنـة فهو سعید ولو کان فی ا لدنیا فی تعب‏‎ ‎‏ومرض وشدّة وفقر وفاقـة ، ومن ختم لـه ـ وا لعیاذ بالله با لشرّ وقدّر‏‎ ‎‏لـه ا لنار فهو شقیّ ولو کان فی ا لدنیا فی عیش ولذّة وروح وراحـة ؛‏‎ ‎‏لعدم ا لنسبـة بین لذّات ا لدنیا وا لآخرة وعذابهما شدّة وعدّة ومدّة .‏

‏وقد تطلق ا لسعادة لدی طائفـة علی ا لخیر ا لمساوق للوجود‏‎[2]‎‏ ،‏‎ ‎‏فا لوجود خیر وسعادة . وتفاوت مراتب ا لسعادات حسب تفاوت‏‎ ‎‏کمال ا لوجود ، فا لخیر ا لمطلق سعادة مطلقـة وا لموجود ا لکامل سعید‏‎ ‎‏علی ا لإطلاق ، وفی مقابلـه ا لناقص حسب مراتب نقصـه .‏

‏ثمّ إنّ ا لسعادة وا لشقاوة با لمعنی ا لمتقدّم أمران یحصلان‏‎ ‎‏للإنسان حسب عملـه وکسبـه ‏‏«‏فَأَمّـٰا مَنْ طَغیٰ * وَآثَرَ الْحَیـٰاةَ الدُّنْیـٰا‎ ‎* فَإِنَّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأویٰ * وَأَمّـٰا مَنْ خـٰافَ مَقـٰامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ‎ ‎الْهَویٰ * فِإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْویٰ‏»‏‎[3]‎‏ .‏

‎ ‎

کتابالطلب و الارادهصفحه 74

  • )) هود (11) : 106 ـ 108 .
  • )) اُنظر ا لحکمـة ا لمتعا لیـة 9 : 121 .
  • )) ا لنازعات (79) : 37 ـ 41 .