القول فی الخیار

العقد متوقّف علیٰ وجود أطرافه حدوثاً لا بقاءً

وا لتحقیق فی ا لمقام :‏ أنّ بقاء ا لعقد ببقاء متعلّقـه ، لیس کبقاء ا لأعراض‏‎ ‎‏ا لخارجیّـة ببقاء متعلّقاتها ؛ فإنّ ا لأعراض بما أ نّها موجودات واقعیّـة ، تحتاج إ لی‏‎ ‎‏ا لجواهر ، فتکون فی ا لحدوث وا لبقاء تابعـة لها .‏

‏وأ مّا ا لعقد وا لبیع وسائر الاُمور الاعتباریّـة ، فلا إشکال فی أنّ تحصّلها تبع‏‎ ‎‏لوجود ا لأطراف ، لکن لایکون بقاؤها الاعتباری تبعاً لبقاء ا لأطراف ، بل ما هو‏‎ ‎‏ا لباقی فی اعتبار ا لعقلاء ، ا لعقد ا لمتعلّق با لعین فی ظرف حدوثـه ، لا بنحو ا لتقیید‏‎ ‎‏با لزمان حتّیٰ یلزم ا لمحذور ، بل بنحو ا لظرفیّـة ، فلا یلزم أن یکون ا لفسخ من‏‎ ‎‏ا لأصل .‏

‏وا لباقی اعتباراً وإن احتاج إ لی ا لمتعلّق ، لکن لایلزم وجود ا لمتعلّق فی کلّ‏

کتاب البیعج. 4صفحه 126
‏زمان ، بل وجوده فی زمان ا لحدوث ، کافٍ لاعتبار ا لبقاء .‏

‏وما ذکرناه هو ا لموافق لاعتبار ا لعقلاء ؛ فإنّهم مع علمهم جزماً بأنّ ا لمبیع هو‏‎ ‎‏ا لفرس مثلاً ، ولا ینقدح فی ذهنهم ، أنّ ا لفرس بما هو مال أو بما لیّتـه مبیع ـ فضلاً‏‎ ‎‏عن توهّم کون ا لمتعلّق ما لیّـة باقیـة بعد تلفـه ، أو هو بما لیّـة باقیـة بعد تلفـه ـ‏‎ ‎‏یرون أنّ ا لقرار ا لمعاملی باقٍ ، فیرون أنّ ا لعقد ا لمتعلّق با لفرس ، قابل للفسخ بعد‏‎ ‎‏تلفـه .‏

‏فا لبقاء منسوب إ لی ا لعقد ا لحادث فی زمان وجود ا لمتعلّق ، وهو أمر لا‏‎ ‎‏یعرض لـه ا لتلف ، وا لبقاء ا لاعتباری لایحتاج إ لی أزید من ذلک .‏

‏وا لعمدة : أ نّـه موافق لنظر ا لعرف ، وغیر مخا لف للعقل وا لشرع .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 4صفحه 127