«اللهم إنی أسألک بما تُجیبنی حینَ أسألک؛ فأجِبْنی یا الله .»
ولما کان الاسماء الالهیة کلها من مظاهر الاسم الأعظم المحیط بها، المستجمع لجمیعها بنحو الوحدة والبساطة، الحاکم علیها، وله الغلبة والسلطنة علی کلها؛ فإذا انکشف ذلک لقلب السالک المتحقق بمقام الاسم الأعظم الفعلی، رأی ان مجیبه فی الحقیقة هو الاسم الأعظم بمظاهره ابتداءً وبنفسه فی آخر السلوک. فیقول: «اللهم انی اسألک بما تجیبنی حین اسألک» من الاسماء الالهیة التی ترجع کلها الی الاسم الأعظم؛ ولذا عقّبه بقوله: «فاجبنی یا الله .» فطلب الاجابة من اسم الله الاعظم؛ فإنه مجیبه وحافظ مراتبه ومربّیه والمانعُ من قطّاع طریقه ومن الموسوس فی صدره.
وللاشارة الی ان الاسم الاعظم الالهی محیط بکل الأسماء وهو المجیب فی الأول والآخر وهو الظاهر والباطن افتتح کلامه بذکره فقال: «اللهم»، واختتم به ایضاً وقال: «فاجبنی یا الله .»
کتابشرح دعاء السحرصفحه 153
هذا آخر ما اردناه. والحمد لله اولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلّی الله علی محمد وآله الطاهرین.
وقد وقع الفراغ بید شارحه الفقیر المذنب البطال العاصی الذی غرّته الدنیا الدنیة وزخرفها وزبرجها واهلکته کثرة المعاصی وخدعته الشهوات النفسانیة؛ ولولا عظمة فضله تعالی وسعة رحمته وسبقها غضبه لأیس من النجاة والفلاح؛ فی التاریخ السبع والأربعین وثلاث مئة بعد الألف من الهجرة.
کتابشرح دعاء السحرصفحه 154