تنبیـه : فی کیفیـة القوانین الواردة فی الشریعـة
وتلخّص ممّا ذکرنا أنّ القوانین الواردة فی الشریعـة علیٰ قسمین : قسم لایکون مشتملاً علی الخطاب ، بل إنّما جعل الحکم علی العناوین الکلّیـة ، مثل : وجوب الحجّ الموضوع علیٰ عنوان المستطیع ، وقسم یشتمل علی الخطاب ، مثل
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 316 المثال المتقدّم .
أمّا القسم الأوّل : فالإشکال المتقدّم الذی یرجع إلی استلزام عدم الاختصاص بالحاضرین فی زمان صدوره لتکلیف المعدوم المستحیل بداهـة یندفع بما ذکرناه من کون العناوین المأخوذة فی موضوعات الأحکام إنّما اُخذت علیٰ سبیل القضیّـة الحقیقیـة بالمعنی الذی تقدّم ، وهذا المعنیٰ لایستلزم أن یکون المعدوم فی حال العدم مکلّفاً ؛ لأنّ عنوان المستطیع إنّما یصدق علیٰ خصوص المکلّف الموجود الحاصل لـه الاستطاعـة ، فکما أ نّـه لایصدق علی المکلّف الغیر المستطیع کذلک لایصدق علی المعدوم بطریق أولیٰ ؛ لأنّـه لیس بشیء ، نعم بعد الوجود وصیرورتـه متّصفاً بذلک الوصف یتحقّق مصداق لذلک العنوان ، فیشملـه الحکم ، کما عرفت تفصیلـه .
وأمّا القسم الثانی : فالإشکال الراجع إلی استحالـة المخاطبـة مع المعدوم لایندفع بما ذکر من کون الموضوع علیٰ نحو القضیّـة الحقیقیـة ؛ لأنّ الخطاب بالعنوان الذی جعل موضوعاً فیها غیر معقول ؛ إذ لا معنی للخطاب بأفراد الطبیعـة أعمّ من الموجودة والمعدومـة ، فلابدّ إمّا من الالتزام بتنزیل المعدومین منزلـة الموجودین ، وإمّا من الالتزام بما ذکر من کون هذه الخطابات خطابات کتبیـة ، والأوّل لا دلیل علیـه ، کما اعترف بـه الشیخ ، ومعـه لایمکن القول بالتعمیم ، فلابدّ من الجواب بنحو ما ذکر ؛ لما عرفت من استحالـة أن یکون الناس مخاطباً للّٰـه تعالیٰ ، بل المخاطب فیها هو الرسول صلی الله علیه و آله وسلم وحکایتـه صلی الله علیه و آله وسلم علی الناس إنّما وقعت علیٰ سبیل التبلیغ وحکایـة الوحی ، ولا تکون خطاباً منـه صلی الله علیه و آله وسلم إلی الناس ، کما هو واضح .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 317