الأوّل: فی أنّ موضوع الأحکام المعاملة بالحمل الشائع
إنّ عنوان المعاملة مثل «البیع» و«التجارة»: وغیرهما قد یراد به ما کان
کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 290 بالحمل الأوّلی عنواناً لها؛ وهو ما اتحد معها مفهوماً، وقد یراد به ما هو بالحمل الشائع؛ أعنی ما هو مصداق للبیع فی الخارج من المبادلة الواقعة بین الشخصین المتحقّقة فی الخارج، فکما یکون البیع صادقاً علی ما بمفهومه بیع بالحمل الأوّلی، کذلک یصدق علی ما فی الخارج من المصادیق بالحمل الشائع.
ولا إشکال فی أنّ العناوین المأخوذة فی الإطلاقات والعمومات ـ مثل «أحَلَّ اللّه ُ الْبَیْعَ» «أوْفُوا بالْعُقُودِ»«تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ» وغیر ذلک من العمومات والإطلاقات ـ لا تکون بالحمل الأوّلی عنواناً للمعاملة، فلیس المراد بالبیع ما یکون بیعاً بالحمل الأوّلی؛ أعنی ما اتحد معه مفهوماً، بل المراد ما کان بالحمل الشائع عنواناً لها؛ وهی المصادیق الخارجیة للبیع والتجارة والعقد، فمفاد قوله تعالی: «أحَلَّ اللّه ُ الْبَیْعَ» حلّیة ما یقع فی الخارج مصداقاً للبیع من البیوع المتعارفة المعهودة بین العقلاء، لا ما یکون بمفهومه بیعاً، فموضوع الأحکام فی الشرع عناوین المعاملات التی تکون مصادیق لها من المعاهدات والمعاقدات الخارجیة.
کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 291