اسم الجنس وعلمه وغیرهما
غیر خفی علی الوفی : أنّ البحث عنهما وعن توضیح الحال فی الماهیة اللابشرط وأقسامها ومقسمها والفرق بین القسمی والمقسمی أجنبی عن مباحث الإطلاق والتقیید ؛ خصوصاً علی ما عرفت من أنّ الإطلاق دائماً هو الإرسال عن القید ، ولیس المطلق هو الماهیة اللابشرط القسمی أو المقسمی ، غیر أنّا نقتفی أثر القوم فی هذه المباحث ، فنقول :
وأمّا أسماء الأجناس کالإنسان والسواد وأمثالهما ، فالتحقیق : أنّها موضوعة لنفس الماهیات العاریة عن قید الوجود والعدم وغیرهما ؛ حتّی التقیید بکونها عاریة عن کلّ قید حقیقی أو اعتباری ؛ لأنّ الذات فی حدّ ذاتها مجرّدة عن کافّة القیود وزوائد الحدود .
نعم ، الماهیة بما هی وإن کان لا یمکن تصوّرها وتعقّلها مجرّدة عن کافّة الموجودات لکن یمکن تصوّرها مع الغفلة عن کافّة الوجودات واللواحق ، واللاحظ
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 261 فی بدو لحاظه غافل عن لحاظه ، غیر متوجّه إلاّ إلی مراده ومعقوله ؛ إذ لحاظ هذا اللحاظ البدوی یحتاج إلی لحاظ آخر ، ولا یمکن أن یکون ملحوظاً بهذا اللحاظ . فلا محالة تصیر لحاظ الماهیة مغفولاً عنه ، وبما أنّ غرض الواضع وهدفه إفادة نفس المعانی یکون الموضوع له نفس الماهیة ، لا بما هی موجودة فی الذهن .
هذا ، واللفظ موضوع لنفس الماهیة بلا لحاظ السریان والشمول ؛ وإن کانت بنفسها ساریة فی المصادیق ومتّحدة معها ، لا بمعنی انطباق الماهیة الذهنیة علی الخارج ، بل بمعنی کون نفس الماهیة متکثّرة الوجود ، توجد فی الخارج بعین وجود الأفراد .
وممّا یقضی منه العجب : ما أفاده بعض الأعیان من المحقّقین فی «تعلیقته» وملخّص کلامه : إنّه لا منافاة بین کون الماهیة فی مرحلة الوضع ملحوظة بنحو اللابشرط القسمی وکون الموضوع له هو ذات المعنی فقط ، فالموضوع له نفس المعنی ، لا المعنی المطلق بما هو مطلق ؛ وإن وجب لحاظه مطلقاً تسریة للوضع . ومثله قوله : اعتق رقبة ؛ فإنّ الرقبة وإن لوحظت مرسلة لتسریة الحکم إلی جمیع أفراد موضوعه إلاّ أنّ الذات المحکوم بالوجوب عتق طبیعة الرقبة ، لا عتق أ یّة رقبة .
وفیه : أنّ الموضوع له إذا کان نفس المعنی لا یعقل سرایة الوضع إلی الأفراد ، ویکون لحاظ الواضع لغواً بلا أثر ، إلاّ أن یجعل اللفظ بإزاء الأفراد ، وکذا إذا کان موضوع الحکم نفس الطبیعة لا یعقل سرایته إلی خصوصیات الأفراد ؛ سواء لاحظ الحاکم أفرادها أم لا . فما أفاده فی کلا المقامین منظور فیه .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 262