المقصد الأوّل فی الأوامر
وفیه جهات من البحث
الجهة الاُولی‏: فی معنی مادّة الأمر
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : مرتضوی لنگرودی، محمدحسن

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1386

زبان اثر : عربی

الجهة الاُولی‏: فی معنی مادّة الأمر

الجهة الاُولی : فی معنی مادّة الأمر[1]

‏ ‏

‏قـد یقال ـ ولعلّه المعروف بینهم ـ إنّ لفـظ الأمر مشترک لفظـی بین معانـی‏‎ ‎‏متعـدّدة‏‎[2]‎‏ ؛ منها الطلب الـذی هـو أمر حـدثی قابل للتصـریف ، وبین غیـره الـذی‏‎ ‎‏لیس کذلک . وبلحاظ هذا المعنی الحدثی صحّ منه الاشتقاق‏‎[3]‎‏ .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 109

‏وقال بعـض آخـر : إنّ لفظ الأمـر مشترک معنـوی بین الطلب وغیـره مـن‏‎ ‎‏المعانی‏‎[4]‎‏ .‏

والذی یقتضیه التحقیق :‏ عدم استقامة کلا القولین ، بل یتعجّب من قائلهما ؛‏‎ ‎‏وذلک لأنّ الذی یشتقّ منه ویکون مادّة المشتقّات ـ کما علیه المحقّقون ـ هو مادّة الأمر‏‎ ‎‏غیر المتهیّئة بهیئة ؛ حتّیٰ هیئة المصدریة أو اسمها ؛ أعنی «أ م ر» .‏

‏فالموضوع لنفس الطلب هو مادّة «أمر» غیر المتهیّئة . وأمّا الموضوع لسائر‏‎ ‎‏المعانی فهو نفس لفظ «الأمر» بمادّته وهیئته . وبعبارة اُخریٰ : لفظ الأمر جامداً وضع‏‎ ‎‏لسائر المعانی ، فلم یکن الموضوع هنا شیئاً ولفظاً واحداً حتّیٰ یصحّ أن یقال بأنّه‏‎ ‎‏مشترک لفظی أو معنوی بین الطلب وسائر المعانی .‏

‏والحاصل : أنّه لا معنـیٰ محصّل لأن یقال : إنّ لفظ الأمر موضوع لمعانی ـ منها‏‎ ‎‏الطلب ـ بالاشتراک اللفظـی ، أو لمعنیً جامـع بین المعانـی بالاشتراک المعنوی . أو‏‎ ‎‏یقال إنّه بلحاظ هذا المعنیٰ الحدثی صحّ الاشتقاق منه . وذلک لأنّ لفظ الأمـر بما له‏‎ ‎‏مـن الهیئة لم یکـن مبدأ للاشتقاق ، بل مادّتـه ـ مـن دون تهیّؤها بهیئـة وصورة ـ‏‎ ‎‏مبدأ له ، هذا .‏

‏مضافاً إلی أنّ لازم القـول بالاشتراک المعنوی وجـود جامـع ذاتـی بین‏‎ ‎‏الحـدث وغیره ، وهـذا ـ مـع أنّه غیر معقـول ـ لا یصـحّ الاشتقاق منه إلاّ بلحاظ‏‎ ‎‏المعنی الحـدثی ، وهـو غیر المعنی الجامـع . نعـم یمکن الاشتقاق منـه مجازاً وبالتسامح ،‏‎ ‎‏فتدبّر .‏

فظهر بما ذکرنا :‏ أنّ مادّة الأمر موضوع للحدث اللابشرط الساریة فی جمیع‏‎ ‎‏هیئات المشتقّ . ولفظة الأمر بمادّتها وهیئتها موضوعة لسائر المعانی . فالقول‏‎ ‎‏بالاشتراک بقسمیه ساقط من أصله .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 110

‏نعم ، لعلّه ربّما یتوهّم : أنّ غایة الوضع لابدّ وأن تکون بحیث یصحّ التلفّظ‏‎ ‎‏بالموضوع مستقلاًّ ، ولا یمکن التلفّظ بمادّة الأمر إلاّ فی ضمن الهیئة .‏

‏ولکنّه یندفع بما ذکرنا آنفاً : أنّ مقتضیٰ حکمة الوضع إنّما هی وقوعها فی طریق‏‎ ‎‏الإفادة والاستفادة ـ ولو فی ضمن أمر آخر ـ لا التلفّظ بها مستقلاًّ .‏

‏ومن الواضح : أنّ مجرّد عدم إمکان التنطّق بها مستقلاًّ لا یوجب الاشتراک‏‎ ‎‏اللفظی أو المعنوی ، بل یؤکّد العدم ؛ لکون الموضوع لنفس الحدث هو ما لا یمکن‏‎ ‎‏التلفّظ به مستقلاًّ ، وما یمکن التلفّظ به مستقلاًّ موضوع لسائر المعانی .‏

‏ولعلّ منشأ القول بالاشتراک بقسمیه هو قول القدماء القائلین بأنّ المصدر أصل‏‎ ‎‏المشتقّات ، فتبعهم من لم یوافقهم فی المبنیٰ ، فتدبّر .‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 111

  • )) قلت : اُفید أنّ لفظ الأمر بالمعنی المبحوث عنه فی المقام یجمع علی الأوامر ، علی خلاف القیاس ؛ لأنّه لا یجمع الثلاثی علی هذا الوزن إلاّ سماعاً . ویکفی فی ثبوت السماع ما فی دعاء کمیل : «وخالفت بعض أوامرک» . مضافاً إلیٰ ما عن «المصباح» : أنّ «الأوامر» جمع «أمر»(أ) [المقرّر حفظه الله ] .
  • )) قلت : من الفعل ، والفعل العجیب ، والشیء ، والشأن ، والحادثة ، إلی غیر ذلک ممّا هو مذکور فی الکتب المفصّلة [المقرّر حفظه الله ] .
  • )) الفصول الغرویة : 62 / ا لسطر35 ، بدائع الأفکار 1 : 194 ..ــــــــــــــــــــــــــأ ـ المصباح المنیر : 21 .
  • )) فوائد الاُصول 1 : 128 .