تقریب آخر لبساطة المشتقّ وردّه
قریب من کلام المحقّق الشریف فی بساطة المشتقّ ما قاله بعض : بأنّه لو کان مفهوم الذات أو مصداقها مأخوذاً فی المشتقّ یلزم أن یکون قولک : «الإنسان شیء أو ذات» بعد قولک : «الإنسان قائم» تکراراً لها . کما أنّه یلزم التناقض لو قلت بعدها : «الإنسان لیس بشیء وذات» . مع أنّ الوجدان أصدق شاهدٍ وحاکمٍ بعدم لزومهما . فیستکشف من عدم لزوم التکرار فی الأوّل وعدم التناقض فی الثانی عدم أخذ الذات أو مصداقها فی المشتقّ ؛ فیکون المشتقّ بسیطاً .
کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 95 وفیه ـ مضافاً إلی أنّه کما أشرنا فی ردّ دلیل المحقّق الشریف أنّه لو تمّ یدلّ علیٰ عدم أخذ الذات فی المشتقّ لا إثبات البساطة ، وإلیٰ أنّ هذا فی الحقیقة رجوع إلی التبادر وتمسّکاً به ، لا بدلیل عقلی ـ أنّ التکرار والتناقض إنّما یلزمان علی القول بأخذ الذات أو مصداقها تفصیلاً فی المشتقّ ؛ بحیث یکون هناک إخباران وقضیتان .
وأمّا علی المختار من أنّه إخبار واحد ؛ وهو الإخبار عن فاعلیة الفاعل ـ مثلاً ـ لا عن شیئیته وفاعلیته ، فلا یلزم التکرار أو التناقض کما لا یخفی .
ولا یخفیٰ : أنّه لو رجع الأمر إلی التبادر فلا أظنّ أنّ من یسمع لفظ «التاجر» أو «الضارب» ینقدح فی ذهنه الحدث اللابشرط ـ وإن کنت فی شکّ من ذلک فاختبر من نفسک ـ بل المنقدح فی نفسه هو الأمر الواحد القابل للانحلال ، کما أشرنا ، فتدبّر .
إیقاظ
ثمّ إنّ المحقّق الخراسانی قدس سره بعد ما ذهب إلیٰ بساطة المشتقّ قال تحت عنوان «إرشاد» : لا یخفی أنّ معنی البساطة ـ بحسب المفهوم ـ وحدته إدراکاً وتصوّراً ؛ بحیث لا یتصوّر عند تصوّره إلاّ شیء واحد لا شیئان ، وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلی شیئین ، کانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلیٰ شیء له الشجریة أو الحجریة ، مع وضوح بساطة مفهومهما .
ولک أن تستظهر من کلامه هذا ما ذهبنا إلیه فی المشتقّ من أنّه موضوع لمعنیً واحد قابل للانحلال إلی شیئین . ولکن تشبیهه قدس سره مفهوم المشتقّ بمفهوم الشجر أو الحجر ربّما یوهن الاستظهار ؛ لأنّ انحلال الشجر أو الحجر إنّما هو بلحاظ ذاتهما لا للفظهما ، بخلاف المشتقّ ؛ فإنّ الانحلال فیه فی مقام الدلالة ، فتدبّر .
کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 96