الأمر الرابع عشر فـی المشتـق
الجهة الثالثة فی دخول بعض العناوین الجامدة فی حریم النزاع
تذنیب
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : مرتضوی لنگرودی، محمدحسن

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1386

زبان اثر : عربی

تذنیب

تذنیب

‏ ‏

‏حیث یظهر من کلام فخر المحقّقین ‏‏قدس سره‏‏ : أنّ تحریم المرضعة الاُولیٰ لا یبتنی علیٰ‏‎ ‎‏کون المشتقّ وما یلحق به حقیقة فی المتلبّس بالمبدأ ، دون المرضعة الثانیة ، صار کلامه‏‎ ‎‏معرکة للآراء ؛ فلا بأس بعطف عنان الکلام نحوه ، وتحقیق الأمر فی ذلک :‏

یظهر من المحقّق الأصفهانی ‏قدس سره‏‏ : أنّ وزان المرضعة الاُولیٰ وزان المرضعة‏‎ ‎‏الثانیة ملاکاً وحکماً ؛ فإنّه قال : تسلیم حرمة المرضعة الاُولی والخلاف فی الثانیة‏‎ ‎‏مشکل ؛ لاتّحادهما فی الملاک ؛ وذلک لأنّ اُمومة المرضعة الاُولیٰ وبنتیة المرتضعة‏‎ ‎‏متضائفتان متکافئتان فی القوّة والفعلیة ، وبنتیة المرتضعة وزوجیتها متضادّتان شرعاً ،‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 36

‏ففی مرتبة حصول اُمومة المرضعة تحصل بنتیة المرتضعة ، وتلک المرتبة مرتبة زوال‏‎ ‎‏زوجیة المرتضعة . فلیست فی مرتبة من المراتب اُمومة المرضعة مضافة إلیٰ زوجیة‏‎ ‎‏المرتضعة حتّیٰ تحرم بسبب کونها اُمّ الزوجة‏‎[1]‎‏ .‏

وبعبارة اُخریٰ‏ ـ لعلّها أوضح ممّا ذکره ‏‏قدس سره‏‏ ـ : أنّه إذا تمّت الرضعات تتحقّق فی‏‎ ‎‏الخارج عناوین ثلاث :‏

‏1 ـ اُمومة المرضعة الاُولیٰ .‏

‏2 ـ بنتیة المرتضعة ، وهما متضائفتان ، والمتضائفتان متکافئتان قوّةً وفعلاً .‏

‏3 ـ ارتفاع زوجیـة المرتضعـة فی رتبة تحقّق البنتیة ؛ ضرورة أنّ بنتیة‏‎ ‎‏المرتضعـة مضـادّة مع زوجیتها ، ففی رتبـة تحقّق البنتیة ترتفـع وتـزول زوجیتها ،‏‎ ‎‏وإلاّ یلزم اجتماع الضدّین . فصدق عنوان الاُمومة علی الزوجة المرضعة ملازم لعدم‏‎ ‎‏صدق عنوان الزوجیة علی المرتضعة ؛ فلا یمکن صدق عنوان الاُمومة علی الزوجة‏‎ ‎‏المرضعة فی فرض صدق عنوان الزوجیة علی المرتضعة إلاّ علی القول بوضع المشتقّ‏‎ ‎‏وما یلحق به للأعمّ .‏

‏فابتناء فخر المحقّقین ‏‏قدس سره‏‏ حرمة المرضعة الثانیة علی مسألة المشتقّ دون الاُولی‏‎ ‎‏غیر وجیه ، بل کلتاهما مبتنیان علی مسألة المشتقّ .‏

وقد أجاب المحقّق العراقی ‏قدس سره‏‏ عن هذا الإشکال ؛ انتصاراً عن فخر‏‎ ‎‏المحقّقین ‏‏قدس سره‏‏ : بأنّ الرضاع المحرّم علّة لتحقّق عنوان الاُمومة وعنوان البُنوّة ، وتحقّق‏‎ ‎‏عنوان البنوّة للزوجة المرتضعة علّة لانتفاء عنوان الزوجیة عنها .‏

‏فانتفاء عنوان الزوجیـة عن المرتضعـة متأخّر رتبةً عـن عنوان البنوّة لها ،‏‎ ‎‏ولامحالـة أنّها تکـون زوجة فـی رتبة عنـوان البنوّة ؛ لاستحالة ارتفاع النقیضین‏‎ ‎‏فـی تلک الرتبة .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 37

‏وبما أنّ عنوان اُمومة المرضعة ملازم لعنوان بُنوّة المرتضعة وفی رتبته تکون‏‎ ‎‏المرضعة اُمّاً للزوجة المرتضعة فی رتبة بنوّتها ، لا فی رتبة انتفاء زوجیتها المتأخّرة عن‏‎ ‎‏رتبة البُنوّة ؛ فیصدق أنّها اُمّ زوجة فی رتبة بنوّتها ، وهذا القدر من الصدق کافٍ فی‏‎ ‎‏شمول دلیل تحریم اُمّ الزوجة لمثل الفرض‏‎[2]‎‏ .‏

‏وبالجملة : الرضاع المحرّم علّة لتحقّق الاُمومة والبنتیة ، وهما متضائفتان‏‎ ‎‏متکافئتان قوّةً وفعلاً ، والبنتیة علّة لارتفاع الزوجیة . فارتفاع الزوجیة متأخّرة‏‎ ‎‏عنهما ؛ تأخّر المعلول عن علّته .‏

‏فإذا لم یکن عدم الزوجیة فی رتبة البنتیة فلابدّ وأن تکون الزوجیة متحقّقة‏‎ ‎‏هناک ؛ لأنّ ارتفاع النقیضین محال ؛ فاجتمعت الاُمومة والبنتیة والزوجیة فی رتبة‏‎ ‎‏واحدة . وهذا المقدار کافٍ فی شمول دلیل تحریم اُمّ الزوجة ؛ فلا یبتنی حلّ المسألة علیٰ‏‎ ‎‏مسألة المشتقّ .‏

والتحقیق فـی أصل المطلب هـو أن یقال :‏ إنّ فتویٰ فخـر المحقّقین ‏‏قدس سره‏‏ بحـرمـة‏‎ ‎‏المرضعة الاُولی والبنت ، والإشکال فی المرضعـة الثانیة لیست مبتنیة علـی النزاع فی‏‎ ‎‏مسألة المشتقّ حتّی یشکل بعدم الفرق بینهما فی الابتناء علی وضع المشتق أو یجاب‏‎ ‎‏عن الإشکال بوجود الفرق بینهما ، بل فتواه جزماً بالنسبة إلی المرضعة الاُولی إنّما هو‏‎ ‎‏لقیام الإجماع والاتفاق علیه ، بل لایبعد ورود صحیح الحلبی عن أبیعبدالله  ‏‏علیه السلام‏‏ فی‏‎ ‎‏مورده قال ‏‏علیه السلام‏‏: ‏«لوأنّ رجلاًتزوّج جاریة رضیعة فأرضعتهاامرأته فسدالنکاح»‎[3]‎‏ .‏

‏فإنّه کما یحتمل رجوع الضمیر فی قوله ‏‏علیه السلام‏‏ ‏«فسد النکاح»‏ إلی نکاح الصغیرة ،‏‎ ‎‏فکذلک یحتمل رجوعه إلیها وإلی امرأته الکبیرة معاً ، ولا یبعد الأخیر .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 38

وأمّا إشکاله ‏قدس سره‏‏ فی حرمة المرضعة الثانیة : فلعدم ثبوت الإجماع فیها ،‏‎ ‎‏واستشکاله فی النص الوارد فیها ؛ لعدم خلوّه عن الإرسال‏‎[4]‎‏ ، وضعف السند‏‎[5]‎‏ ‏‎ ‎‏المصرّح بحرمة المرضعة الاُولی ، دون الثانیة‏‎[6]‎‏ ؛ ولذا لم یعتنی به العلاّمة وابن‏‎ ‎‏إدریس ، وأفتیا بخلافه . فلم تکن المسألة عند فخر المحقّقین ‏‏قدس سره‏‏ إجماعیة ، ولا‏‎ ‎‏منصوصة ؛ ولذا تصدّیٰ لتحلیل هذه المسألة من طریق المشتقّ ، فتدبّر .‏

فظهر وتحقّق :‏ أنّه لم یرد فخر المحقّقین  ‏‏قدس سره‏‏ تصحیح حکم المرضعة الاُولی علی‏‎ ‎‏مسألة المشتقّ أصلاً ، بل بالإجماع والنصّ . ولم یظهر منه ‏‏قدس سره‏‏ خروجها عن بحث‏‎ ‎‏المشتقّ لولا النصّ والإجماع .‏

فإشکال المحقّق الأصفهانی ‏قدس سره‏‏ بتسلیم حرمة المرضعة الاُولیٰ والخلاف فی‏‎ ‎‏الثانیة غیر وجیه ، کما أنّ دعواه وحدة الملاک غیر مسموعة .‏

کما أنّ ما أفاده المحقّق العراقی ‏قدس سره‏‏ فی توجیه التفرقة بینهما غیر سدید ؛ لعدم‏‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 39

‏کون البنتیة علّة تکوینیة لرفع الزوجیة ، وهو واضح .‏

‏مع أنّه لا معنیٰ لعلّیة شیء لأمر عدمی ، کعدم الزوجیة فی المثال ؛ لما تقرّر فی‏‎ ‎‏محلّه : أنّه لا علّیة بین الأعدام . وغایة ما یستفاد من الأدلّة الشرعیة هو التمانع‏‎ ‎‏الوجودی والتضادّ الاعتباری بین البنتیة والزوجیة وعدم اجتماعهما ، وأنّیٰ له ولعلّیة‏‎ ‎‏أحدهما لانتفاء الآخر ؟ ! بل هما فی رتبة واحدة .‏

‏ألا تری : أنّ الضدّین الحقیقیین لا یجتمعان فی موضوع واحد ، وبوجود أحد‏‎ ‎‏الضدّین یرتفع الآخر ، ولکن مع ذلک لا یقال : إنّ وجود الضدّ سبب لانتفاء الآخر ؟ !‏

‏مضافاً إلی أنّ استفادة العلّیة الاعتباریة التی مرجعها إلیٰ موضوعیتها للحکم‏‎ ‎‏مرهونة بالمراجعة إلی لسان الدلیل الشرعی ، وغایة ما یستفاد من الدلیل هی عدم‏‎ ‎‏اجتماع الزوجیة مع الاُمومة .‏

‏أضف إلی ذلک کلّه : أنّه لم تترتّب الأحکام الشرعیة علی الرتب العقلیة التی لا‏‎ ‎‏حظّ لفهم المتتبّع فی ذلک .‏

وأمّا ما أفاده صاحب «الجواهر» ‏قدس سره‏‏ فی حرمة المرضعة : بأنّ ظاهر النصّ‏‎ ‎‏والفتوی الاکتفاء فی الحرمة بصدق الاُمّیة المقارنة لفسخ الزوجیة بصدق البنتیة ؛ إذ‏‎ ‎‏الزمان وإن کان متّحداً بالنسبة إلی الثلاثة ـ أی : البنتیة والاُمّیة وانفساخ الزوجیة ـ‏‎ ‎‏ضرورة کونها معلولات لعلّة واحدة ، لکن آخر زمان الزوجیة متّصل بأوّل زمان‏‎ ‎‏صدق الاُمّیة ؛ فلیس هی من مصادیق «اُمّ من کانت زوجتک» . بل لعلّ ذلک کافٍ فی‏‎ ‎‏الاندراج تحت «اُمّهات النساء» بخلاف من کانت زوجتک‏‎[7]‎‏ .‏

ففیه :‏ أنّه إن أراد ‏‏قدس سره‏‏ الصدق الحقیقی فنمنع صدقه ، وإن أراد الصدق المسامحی‏‎ ‎‏فنمنع کفایته ؛ فلابدّ من تتمیم المسألة من طریق کون المشتقّ موضوعاً للأعمّ من‏‎ ‎‏المتلبّس ، فتدبّر .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 40

إیقاظ

‏ ‏

‏لا یذهب علیک أنّ الظاهر : أنّ الحکم فی لسان الدلیل إنّما علّق علیٰ «اُمّهات‏‎ ‎‏النساء» ، لا علیٰ عنوان اُمّ الزوجة ؛ فتحلیل المسألة من طریق المشتقّ فرضی ساقط‏‎ ‎‏من أصله .‏

‏والقول بجریان النزاع فی المشتقّ فی «اُمّهات نسائکم» باعتبار کونها بمعنیٰ‏‎ ‎‏اُمّهات زوجاتکم کما تریٰ .‏

فتحصّل ممّا ذکرنا فی الجهتین : ‏أنّ العناوین المنتزعة عن مقام الذات‏‎ ‎‏والذاتیات الصادقة علیها من دون لحاظ شیء خارجة عن حریم النزاع .‏

‏وأمّا هیئات المشتقّات ـ سواء کانت الصفة لازمة للذات أو مقارنة معها ،‏‎ ‎‏وسواء کانت ملازمة لجمیع الأفراد أو بعضها ـ فداخلة فی محلّ النزاع ؛ لما أشرنا أنّ‏‎ ‎‏البحث والنزاع فی هیئتها وزنتها أنفسها ، لا فی الهیئات المقارنة للموادّ .‏

‏وکذا العناوین الانتزاعیة التی لم تکن من العناوین المشتقّة ، کالزوجیة والرقّیة‏‎ ‎‏ونحوهما فداخلة فی حریم البحث .‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 41

  • )) نهایة الدرایة 1 : 168 .
  • )) بدائع الأفکار 1 : 161 .
  • )) الکافی 5 : 444 / 4 ، وسائل الشیعة 14 : 302 ، کتاب النکاح ، أبواب ما یحرم بالرضاع ، الباب 10 ، الحدیث1 .
  • )) قلت : لقول ابن مهزیار «قیل له» ؛ أی لأبی جعفر علیه السلام ولم یعلم القائل به ، الظاهر : أنّ المراد بالإرسال هو هذا ، لا ما وقع فی تعلیقة مناهج الوصول 1 : 195 ، فلاحظ .[ المقرّر حفظه الله ] .
  • )) لوقوع صالح بن أبی حمّاد فی السند ، وأمره ـ کما عن النجاشی ـ مُلبّس یعرف وینکر . رجال النجاشی : 198 / 526 .
  • )) قلت : وإلیک نصّ الخبر : عن علی بن مهزیار ، عن أبی جعفر علیه السلام قال : قیل له : إنّ رجلاً تزوّج بجاریة صغیرة ؛ فأرضعتها امرأته ، ثمّ أرضعتها امرأة له اُخری . فقال ابن شبرمة : حرمت علیه الجاریة وامرأتاه .     فقال أبو جعفر علیه السلام : «أخطأ ابن شبرمة ، تحرم علیه الجاریة وامرأته التی أرضعتها أوّلاً ، فأمّا الأخیرة فلم تحرم علیه ، کأنّها أرضعت ابنته»(أ) . [المقرّر حفظه الله ].     ــــــــــــــــــــــــــ     أ ـ الکافی 5 : 446 / 13 ، وسائل الشیعة 14 : 305 ، کتاب النکاح ، أبواب ما یحرم بالرضاع ، الباب 14 ، الحدیث1 .
  • )) جواهر الکلام 29 : 329 .