المقصد الثالث فی المفهوم
والکلام فیها یقع فی طیّ مباحث
المبحث الرابع فی مفهوم الاستثناء
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : مرتضوی لنگرودی، محمدحسن

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1386

زبان اثر : عربی

المبحث الرابع فی مفهوم الاستثناء

المبحث الرابع فی مفهوم الاستثناء

‏ذهب المشهور‏‎[1]‎‏ ـ خلافاً لأبی حنیفة‏‎[2]‎‏ ـ إلی أنّ الاستثناء من النفی یدلّ علی‏‎ ‎‏الإثبات‏ ‏، والاستثناء من الإثبات یدلّ علی النفی‏ .

ولا یخفی :‏ أنّ محطّ البحث ما إذا کانت الأداة المستعملة فی القضیة للاستثناء‏ ‏؛‏‎ ‎‏بأن کانت «إلاّ» الاستثنائیة‏ ‏، وإمّا إذا کانت «إلاّ» وصفیة بمعنی الغیر ـ کقولک :‏‎ ‎‏«جاءنی القوم غیر زید» ـ فلا تکون محطّ البحث‏ ‏، بل تکون جاریة مجری الوصف لا‏‎ ‎‏الاستثناء‏ ‏، فیأتی فیها جمیع ما قیل فی مفهوم الوصف‏ .

وبعد معلومیة‏ موضوع البحث وأنّه فیما إذا کانت «إلاّ» للاستثناء‏ ‏، فلا ینبغی‏‎ ‎‏الإشکال ـ والعرف أصدق شاهد ـ فیما علیه المشهور‏ ‏، بل لا مجال لإنکار کون‏‎ ‎‏الاستثناء من النفی یدلّ علی الإثبات‏ ‏، والاستثناء من الإثبات علی العکس‏ .


کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 309

وأمّا ما ذهب إلیه أبو حنیفة ‏، فاستدلّ له بما ورد من قوله ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ : «‏لا صلاة إلاّ‎ ‎بطهور»‎[3]‎‏ و«‏لا صلاة إلاّ بفاتحة الکتاب»‎[4]‎ ‏، فإنّه علی تقدیر الدلالة‏ ‏، یلزم تحقّق‏‎ ‎‏الصلاة تامّة بتحقّق کلّ واحد من الطهارة وفاتحة الکتاب ولو مع فقد سائر الشروط‏ ‏،‏‎ ‎‏أو مقارنتها مع الموانع‏ ‏، وهو کما تری‏ .

‏وبالجملة : بناءً علی دلالة الاستثناء من النفی علی الإثبات ومن الإثبات علی‏‎ ‎‏النفی‏ ‏، یلزم أن تکون الصلاة المقرونة بفاتحة الکتاب أو الطهور مع فقد سائر شروطها‏‎ ‎‏وأجزائها أو مع الموانع‏ ‏، صلاة تامّة‏ ‏، وهو کما تری‏ .

وفیه :‏ أنّ مثل تلک الجمل إنّما تکون فی مقام الإرشاد إلی اشتراط الصلاة‏‎ ‎‏بالطهارة‏ ‏؛ وأنّ فاتحة الکتاب جزؤها‏ ‏، لا بصدد الإخبار عن العقد السلبی أو الإیجابی‏ ‏،‏‎ ‎‏وفی مثله لا مفهوم للاستثناء‏ ‏، کما هو الشأن فی قوله ‏‏علیه السلام‏‏ : «‏لا صلاة لمن لم یقم‎ ‎صلبه»‎[5]‎‏ لاعتبار الانتصاب فی الصلاة مع عدم احتفاف الجملة بالاستثناء‏ ‏. ولعلّ‏‎ ‎‏التعبیر بالنفی والاستثناء فی الجملتین‏ ‏، لأجل الاهتمام بذینک الشرط والجزء من بین‏‎ ‎‏سائر الشروط والأجزاء‏ .

‏وعلیه فمعنی قوله ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ : ‏«لا صلاة إلاّ بفاتحة الکتاب»‏ أنّ فاتحة الکتاب‏‎ ‎‏جزء للصلاة‏ ‏، ولا تکون الصلاة بدونها صلاة‏ ‏، وکذلک معنی قوله ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ : ‏«لا صلاة‎ ‎إلاّ بطهور»‏ أنّ الطهور شرط‏ ‏، ولا تکون الصلاة بدون ذلک صلاة‏ ‏، لا أنّهما تمام‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 310

‏الصلاة‏ ‏، أو أنّه إذا اشتملت علیهما لا یضرّها شیء غیرهما‏ .

أضف‏ إلی ذلک : أنّ المفروض فی موضوع البحث ما إذا لم تکن هناک قرینة ،‏‎ ‎‏فإذا قامت قرینة داخلیة أو خارجیة علی عدم المفهوم فی الجملة المشتملة علی‏‎ ‎‏الاستثناء ـ کما فی المقام ـ لما أضرّت بدلالة الجملة علی المفهوم لو خلّیت ونفسها‏ ‏.‏‎ ‎‏وقد أشرنا إلی أنّ ارتکاز العرف والعقلاء‏ ‏، أصدق شاهد علی ما ذهب إلیه المشهور‏ ‏.‏‎ ‎‏وهذا الاستدلال لأبی حنیفة‏ ‏، عجیب بعد کونه من أهل المحاورة واللسان‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 311

  • )) مطارح الأنظار : 187 / السطر 23 ، کفایة الاُصول : 247 .
  • )) اُنظر مطارح الأنظار : 187 / السطر 25 ، شرح العضدی علی مختصر ابن الحاجب : 265 ، المحصول فی علم اُصول الفقه 2 : 548 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 49 / 144 ، وسائل الشیعة 1 : 365 ، کتاب الطهارة ، أبواب الوضوء ، الباب 1 ، الحدیث 1 .
  • )) عوالی اللآلی 3 : 82 / 65 ، مستدرک الوسائل 4 : 158 ، کتاب الصلاة ، أبواب القراءة فی الصلاة ، الباب 1 ، الحدیث 5 و8 .
  • )) راجع وسائل الشیعة 5 : 488 ، کتاب الصلاة ، أبواب القیام ، الباب 2 ، الحدیث 1 و 2 .