المقصد الثالث فی المفهوم
حول المقدّمة الاُولی التی ذکرها الشیخ الأعظم
التوجیه المقبول لعدم التداخل
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : مرتضوی لنگرودی، محمدحسن

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1386

زبان اثر : عربی

التوجیه المقبول لعدم التداخل

التوجیه المقبول لعدم التداخل

إذا ظهر لک عدم تمامیة الوجوه التی استدلّ بها الأعلام لعدم التداخل ‏، فحان‏‎ ‎‏التنبیه علی الوجه المختار فی ذلک‏ ‏، وهو الذی أشار إلیه المحقّق الخراسانی فی التعلیقة‏ ‏،‏‎ ‎‏ولعلّه موجود أیضاً فی کلام الشیخ الأعظم الأنصاری أعلی الله مقامه‏ ‏. قال ‏‏قدس سره‏‏ ما‏‎ ‎‏نصّه : «أنّ العرف لا یکاد یشکّ ـ بعد الاطلاع علی تعدّد القضیة الشرطیة ـ أنّ قضیته‏‎ ‎‏تعدّد الجزاء‏ ‏، وأنّه فی کلّ قضیة وجوب فرد غیر ما وجب فی الاُخری‏ ‏، کما إذا اتصلت‏‎ ‎‏القضایا وکانت فی کلام واحد‏ ‏، فافهم»‏‎[1]‎‏ .‏

‏وإلیک توضیح ما أفاده : وهو أنّه إذا قیل للعرف السلیم ذهنه من الشبهات :‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 267

‏«إذا وقعت فأرة فی البئر یجب نزح عشر دلاء» مثلاً‏ ‏، یفهم منه أنّ وقوع الفأرة فیها‏‎ ‎‏یوجب قذارة فی ماء البئر لا تکاد ترتفع إلاّ بنزح ذاک المقدار‏ ‏، فیری أنّ بین وقوع‏‎ ‎‏الفأرة فیها ونزح ذاک المقدار مناسبة‏ ‏، وإلاّ کان الأمر به عند ذلک جزافاً‏ ‏، وواضح أنّه‏‎ ‎‏یفهم کذلک إذا قیل له : «إذا وقعت هرّة فیها یجب نزح عشر دلاء» فإذا وقعتا معاً أو‏‎ ‎‏متعاقباً فیها‏ ‏، یری أنّ لوقوع کلّ منهما اقتضاءً خاصّاً بها لا یکون فی الاُخری‏ ‏، فیجب‏‎ ‎‏تعدّد النزح عند وقوعهما فیها‏ .

‏وبالجملة: المناسبة العرفیة بین الشرط والجزاء، أوجبت تحکیم ظهور إطلاق‏‎ ‎‏الشرط علی إطلاق الجزاء، فیدرک العرف ـ بفطرته وارتکازه ـ أنّه عند تعدّد الشرط‏‎ ‎‏یتعدّد الجزاء‏ ‏. ولعلّ ما ذکره الأعلام فی تقاریبهم‏ ‏، لإصلاح هذا الفهم العقلائی العرفی‏‎ ‎‏وتتمیمه علی حسب القواعد الفنّیة الصناعیة‏ ‏؛ وإن وقعوا فی حیص وبیص‏ .

إن قلت :‏ إنّ من البعید أن یکون الارتکاز العرفی لأجل المناسبة بین الشرط‏‎ ‎‏والجزاء‏ ‏، بل هو لأجل أنّ مقایسة التشریع بالتکوین أورثت هذا الارتکاز‏ ‏؛ لأنّ‏‎ ‎‏العلل الخارجیة بمرأی ومسمع منهم‏ ‏، فهم یرون أنّ کلّ علّة تؤثّر أثراً غیر ما تؤثّره‏‎ ‎‏الاُخری‏ ‏، فأورث هذا ارتکازاً لهم فی باب التشریع‏ ‏؛ بحیث انقدح هذا الأمر فی‏‎ ‎‏أذهانهم عند تعدّد العلل والأسباب الشرعیة‏ .

قلت :‏ إنّا وإن أبطلنا المقایسة‏ ‏، ومقتضاه عدم صحّة هذا الارتکاز العرفی‏ ‏، إلاّ‏‎ ‎‏أنّه حیث أورث ظهوراً عرفیاً للکلام فلابدّ وأن یتبع؛ لأنّ الظهور هو المتبع فی أمثال‏‎ ‎‏المقام، ولا ینظر إلی منشأ حصوله‏ ‏، وإلّا لأوجب الإشکال فی کثیر من الظهورات، فتدبّر.‏

‏والحاصل : أنّه لو عرضت قضیة شرطیة علی العرف والعقلاء‏ ‏، یرون أنّ بین‏‎ ‎‏متعلّق الجزاء والشرط نحو تناسب وارتباط‏ ‏، ولأجله أوجب الشارع الجزاء عند‏‎ ‎‏وجود الشرط‏ ‏، وإلاّ یرون الإیجاب جزافاً‏ ‏، فأمر الشارع کاشف عن وجود المناسبة‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 268

‏الواقعیة بین الشرط والجزاء‏ ‏، فالشرط لمتعلّق الإیجاب‏ ‏، لا الإیجاب نفسه‏‎[2]‎ ‏، فإذا‏‎ ‎‏قیل : «إذا نمت فتوضّأ» فالمتبادر عندهم أنّ بین النوم والوضوء مناسبة‏ ‏، لا بینه وبین‏‎ ‎‏إیجاب الوضوء‏ ‏، وکذا المتبادر من قوله : «إن بلت فتوضّأ» أنّ بین البول والوضوء‏‎ ‎‏مناسبة‏ ‏، فإذا تعدّد الشرط فی مورد فیرون تعدّد الجزاء‏ ‏، ولا ینقدح فی ذهنهم‏‎ ‎‏التعارض بین إطلاق الجزاء وظهور الشرطیة فی التعدّد‏ ‏، بل یحکمون بالتعدّد من غیر‏‎ ‎‏التفات إلی إطلاق الجزاء‏ ‏، فتدبّر‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 269

  • )) کفایة الاُصول : 242 ، الهامش 3 .
  • )) قلت : کما أنّ النهی کذلک أیضاً ؛ بداهة أنّه لو نهی عن معاملة ، لا یکاد ینقدح فی ذهن العرف أنّ التسبیب بألفاظ المعاملة ، منهیّ عنه ، بل غایة ما هناک مبغوضیة المعاملة . وکذا لو أمر المولی عبده بکنس البیت ، فالمتبادر أنّ کنس البیت مطلوبه الحقیقی ، لا الأمر به ، نعم بالأمر یتوسّل إلی مطلوبه ، وکذا عند سماعهم :«أقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ . . . » الآیة ، لا تنقدح فی ذهنهم أنّ لنفس الأمر بها مصلحة ، بل المصلحة إنّما هی لنفس الصلاة عند ذلک ، وبالأمر یتوسّل إلیها . . . وهکذا . [ المقرّر حفظه الله ]