المقصد الثالث فی المفهوم
وتنقیح البحث فی ذلک یستدعی التکلّم فی مقامین
المقام الأوّل‏: فی أنّ التعارض أوّلاً وبالذات بین المنطوقین
نسخه چاپی | ارسال به دوستان
برو به صفحه: برو

نوع ماده: کتاب فارسی

پدیدآورنده : مرتضوی لنگرودی، محمدحسن

محل نشر : تهران

ناشر: موسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی(ره)

زمان (شمسی) : 1386

زبان اثر : عربی

المقام الأوّل‏: فی أنّ التعارض أوّلاً وبالذات بین المنطوقین

المقام الأوّل : فی أنّ التعارض أوّلاً وبالذات بین المنطوقین

‏إنّ استفادة المفهوم من الجملة الشرطیة‏ ‏، حیث لم تکن ممحّضة بالدلالة‏‎ ‎‏الوضعیة ـ مطابقة أو التزاماً ـ أو الدلالة العقلیة‏ ‏، ولذا تری أنّ القائلین بالمفهوم ربما‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 233

‏یستدلّون لذلک بالتبادر والانصراف‏ ‏، کما ربما یستدلّون لذلک بالإطلاق ومقدّمات‏‎ ‎‏الحکمة‏ ‏، فینبغی البحث علی جمیع المبانی‏ .

فنقول :‏ لو استفید المفهوم من التبادر ووضع الجملة الشرطیة للعلّة المنحصرة‏ ‏،‏‎ ‎‏فیکون معنی الجملتین أنّ العلّة المنحصرة لقصر الصلاة خفاء الأذان‏ ‏، والعلّة المنحصرة‏‎ ‎‏لقصر الصلاة خفاء الجدران‏ ‏، ومن الواضح أنّه لو عرضناهما علی العرف والعقلاء‏ ‏،‏‎ ‎‏لرأوا التنافی بین منطوقیهما من دون توجّه والتفات إلی مفهومیهما‏ ‏؛ ضرورة أنّ حصر‏‎ ‎‏العلّیة فی شیء ینافی إثباتها لشیء آخر‏ ‏، فضلاً عن حصرها به‏ .

وکذا‏ لو قلنا بأنّ استفادة العلّیة المنحصرة والمفهوم من الانصراف‏ ‏، یکون‏‎ ‎‏التعارض بین الجملتین ـ أوّلاً وبالذات ـ بین المنطوقین أیضاً‏ ‏؛ لأنّ کلاًّ من الجملتین‏‎ ‎‏بمنزلة التصریح بالعلّیة المنحصرة‏ .

وکذا‏ لو استفید الانحصار والمفهوم من الإطلاق ومقدّمات الحکمة‏ ‏، فإنّه یقع‏‎ ‎‏التعارض بین أصالتی الإطلاق فی الجملتین‏ .

إن قلت :‏ لولا المفهوم لم یکد یکون بین الجملتین تعارض‏ ‏، فلم یکن التعارض‏‎ ‎‏أوّلاً وبالذات بین المنطوقین‏ .

قلت :‏ إنّ العرف والعقلاء قبل التفاتهم إلی مفهوم الجملتین ـ فضلاً عن التنافی‏‎ ‎‏بینهما ـ ینقدح فی ذهنهم التنافی بین منطوقی الجملتین بمجرّد انحصار العلّیة فی شیء فی‏‎ ‎‏إحدی الجملتین‏ ‏، وانحصارها فی شیء آخر فی الجملة الاُخری‏ ‏، ویرون بطلان الجمع‏‎ ‎‏بین کون العلّیة المنحصرة لقصر الصلاة خفاء الأذان مثلاً‏ ‏، مع إثبات العلّیة لخفاء‏‎ ‎‏الجدران‏ ‏، فضلاً عن حصرها فیه‏ ‏، ویرون أنّ المتکلّم بهما جمع بین المتناقضین‏ .

‏وإن أبیت عن ذلک‏ ‏، فمع ذلک لا یمکنک إنکار مخالفة اجتماع انحصار العلّیة فی‏‎ ‎‏شیء‏ ‏، مع انحصارها فی شیء آخر‏ ‏، فالإخبار بهما إخبار عن المحال‏ .


کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 234

‏فظهر : أنّه علی جمیع المبانی فی أخذ المفهوم‏ ‏، یکون التعارض أوّلاً وبالذات بین‏‎ ‎‏المنطوقین‏ ‏، وبتبع ذلک یقع التعارض بین منطوق إحداهما ومفهوم الاُخری‏ ‏، فتدبّر‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 235