تذنیب : فی أنّ کلمة التوحید أفضل أم هذه الکلمة
ثمّ إنّ جماعـة اختلفوا فی فضل «الـحمد للّٰه» و «لا إلـه إلاّ اللّٰه»:
فقالـت طائفـة : قولـه: «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» أفضل؛ لأنّ فی ضمنـه الـتوحید الـذی هو «لا إلٰهَ إلاّ اللّٰه».
وقالـت طائفـة اُخریٰ: «لا إلٰهَ إلاّ اللّٰه» أفضل لأنّها تدفع الـکفر والإشراک، ولأنّها الأبرأ والأبعد من الـریاء، ولما عن رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله وسلم : «اُمرتُ أن اُقاتل الناس حتّیٰ یقولوا: لا إلٰه إلاّ اللّٰه»، وعنـه صلی الله علیه و آله وسلم : «أفضل ما قلتُ أنا والنبیّون من قبلی: لا إلٰهَ إلاّ اللّٰهُ وحدَهُ لا شریکَ له».
والـذی هو الـمرجع فی هذه الـمسألـة ما ورد عن الأئمّـة الـمعصومین علیهم السلام، والـظاهر أنّها تدلّ علیٰ أفضلیّـة کلمـة الـتوحید، وما وجدت ذکر ثواب معیّن علیٰ خصوص «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ»، إلاّ أنّـه یکفی لکمال فضله ما مرّ وما رواه «الـفقیـه» ابن بابویـه الـقمّی عن الرضا علیه السلام أنّـه قال: «اُمر الناس بالقراءة فی الصلاة لئلاّ یکون القرآن مهجوراً... ـ إلـی أن قال ـ : وذلک أنّ قوله عزّوجلّ: «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ»إنّما هو أداء لما أوجب اللّه عزّوجلّ علیٰ خلقه من الشکر، والشکر لما وفّق عبده من الخیر».
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. ۱)صفحه 317