إشراق وإنارة: حول کونهما من أسماء الذات والصفات والأفعال
اعلم أنّ الأسماء تنقسم فی نوع من الأقسام إلـی أسماء الـذات والـصفات والأفعال؛ وإن کان کلّها فی وجـه أسماء الـذات، ولکن باعتبار ظهور الـذات فیها تسمّیٰ أسماء الـذات، وبظهور الـصفات فیها تسمّیٰ أسماء الـصفات، وبظهور الأفعال فیها تسمّیٰ أسماء الـفعل، ویأتی فی باب الأسماء الـمعلّمـة بـ «آدم» تفصیلات حول هذه الـمسائل.
وبالجملة : قد ذکر الـشیخ فی تقسیماتـه : أنّ «الـرحمٰن» و «الـرحیم» من أسماء الـصفات، وعندی أنّهما باعتبارٍ من تلک الأسماء وباعتبارٍ من أسماء الأفعال، فإذا اعتبرتَ سعـة الـرحمـة إلـیٰ أصل الـوجود، تکون الأعیان الـثابتـة مستجلیـة بالـرحمـة الـذاتیّـة والـفیض الأوّل الأقدس، ومتحلّیـة بحِلْیـة الـعلم الإلهی، فهما من أسماء الـصفات، وباعتبار ظهور الأعیان الـعلمیّـة فی الأعیان بالـفیض الـمقدّس تکونان من أسماء الأفعال.
وإن شئت قلت : هما باعتبار الـفیض الأقدس من أسماء الـذات، وباعتبار الـفیض الـمقدّس والـوجود الـمنبسط من أسماء الـصفات، وباعتبار کمال الـوجود من أسماء الأفعال، فافهم واغتنم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. ۱)صفحه 238