إذا ورد عامّ وخاصّان بینهما عموم من وجه
الصورة الثالثة : ما إذا ورد عامّ وخاصّان بینهما عموم من وجه وأقسامه أیضاً ثلاثة :
الأوّل : أن یتّفق الخاصّان کقوله : «أکرم العلماء» و«لا تکرم النحویین» و«لا تکرم الصرفیـین» فیخصّص العامّ بهما إن لم یلزم استهجان . غایة الأمر : خروج مجمعهما بدلیلین وخروج مورد افتراق کلّ منهما بدلیل واحد وحکم صورة لزوم الاستهجان أیضاً قد ظهر بما ذکرنا .
الثانی : أن یختلف الخاصّان ویتوافق أحدهما للعامِّ. مثاله ما إذا قال : «أکرم العلماء» ، ثمّ قال : «أکرم العلماء غیر الکوفیـین من النحویین» ، ثمّ قال : «لا تکرم النحویین» واللازم حینئذٍ تخصیص العامّ بما یشترک الخاصّان فی خروجه
کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 341 فتنقلب النسبة بینه وبین الخاصّ المخالف له .
فإن قلت : مقتضی ذلک تخصیص الخاصّ المخالف للعامِّ، ثمّ معارضته معه ، وکیف یمکن أن یعمل دلیل لیوجد معارضاً لنفسه .
قلت : تخصیص قوله : «لا تکرم النحویین» لقوله : «أکرم العلماء» بمادّة افتراقه مع الخاصّ الآخر ومعارضته معه بمجمعهما ، ولا مانع من إعمال دلیل من جهة وترکه من جهة اُخری .
ولا یخفی : أنّ المحقّق النائینی قدس سره ذکر هذا القسم قبل الصورة الثالثة مع أنّه من أقسامها .
الثالث : أن یختلف کلّ من العامّ والخاصّین کما إذا قال : «یجب إکرام العلماء ویحرم إکرام النحویین» و«یستحبّ إکرام الصرفیـین» وحکمه تخصیص العامّ بالخاصّین وإن تعارضا فی مجمعهما لاشتراکهما فی نفی حکم العامّ وکلّ من المتعارضین حجّة فی نفی الثالث .
وهاهنا صور اُخری لانقلاب النسبة ، ذکر فی التقریرات ، فراجع ولا یهمّنا التعرّض لها .
کتابمحاضرات فی الاصول (تشتمل علی تنبیهات الاستصحاب و التعادل و الترجیح و الاجتهاد و التقلید): تقریر الابحاث الامام الخمینی (س)صفحه 342