بطلان الصلاة بناءً علی منع العدول من السابقة إلی اللاّحقة
وأمّا بناءً علیٰ ممنوعیّـة الـعدول بعدُ، فتکون صلاتـه باطلـة؛ لعدم إمکان تصحیحها فی جمیع الـصور.
وتوهّم: أنّـه بلا وجـه، مدفوع بأنّ الـوجـه للـجواز لیس إلاّ قولـه علیه السلام: «إنّما یحسب للعبد...»، وهو محتمل لوجوه، ومنها: الـنهی عن الـعدول، وأمّا لو عدل فهل یجوز لـه الـعدول إلـی الـمعدول عنـه ثانیاً؟ فهو ساکت عنـه.
وتوهّم دلالـة متون الأخبار الـسابقـة ممنوع؛ لأنّها متعرّضـة لحال
کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 163 الـعدول من الـفریضـة إلـی الـنافلـة وبالعکس، واستفادة هذه الـمسألـة منها - بإلغاء الـخصوصیّـة - مشکلـة جدّاً.
اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ مقتضیٰ متون الأخبار الـسابقـة، أنّ الإخلال بنیّـة الـفرض، والإتیانَ نفلاً بعدما افتتحت الـصلاة، ممّا لا یضرّ بصحّـة الـصلاة الـمعدول عنها، وحینئذٍ یعلم أنّ الافتتاح بنیّـة الـظهر والـعصر، کافٍ ومجزٍ.
وفیه: أنّ هذه الـنصوص، لیست ظاهرة فی أنّ الـمصلّی نوی الـنافلـة بعد نیّـة الـفریضـة وبالعکس، بل هی ظاهرة فی الـمنع عن ذلک، فلا دلالـة لها علیٰ بقاء الـصلاة صحیحـة؛ لو أخلّ بالنیّـة فی الأثناء، ولا علیٰ جواز الـعدول إلـی الـمعدول عنـه ثانیاً؛ لو عدل فی غیر موضعـه.
فتحصّل علی التقریر الأخیر: أنّ مَن عدل إلـی الـظهر بظنّ عدم الإتیان، تبطل صلاتـه مطلقاً؛ سواء تذکّر فی الأثناء، أو تذکّر بعد الـفراغ.
وعلی الأوّل أیضاً، لا فرق بین الـصور والـوجوه الـماضیـة؛ لأنّـه لایجوز الـعدول من الـسابقـة إلـی الـلاّحقـة، من غیر فرق بین الـصور: صورة صحّتها، وبطلانها، وصورة الـعدول من الـلاّحقـة إلـیها خطأً، وغیر هذه الـصور.
وتوهّم دلالـة قولـه علیه السلام: «إنّما یحسب للعبد من صلاته، التی ابتدأ فی أوّل صلاته» علیٰ صحّـة الـمعدول عنـه لو عدل غلطاً ونسیاناً، بل وعمداً، ممنوع لأنّـه فی مقام نفی الـعدول، ولا تعرّض لـه لفرض الـعدول غلطاً.
کتابتحریرات فی الفقه: الواجبات فی الصلاةصفحه 164