بقی شیء : فی الالتزام بوجوب الإعادة فی صورة الجهل
الالتزام بوجوب الإعادة فی صورة الـجهل، ولاسیّما الـقاصر ـ إذا کان موجباً لـترک جزء یسیر وطمأنینـة حال الـجزء الـیسیر، مع کثرة الابتلاء بـه فی طول الأزمنـة الـکثیرة فی خصوص الـصلاة، مع عدم جریان قاعدة الـفراغ عند الـجهل بتلک الأجزاء الـراجعـة إلـیٰ حرف واحد ـ مشکل جدّاً.
ولا یقاس ذلک بالـطهارات الـثلاث لـقلّـة أجزائها وشرائطها، فالـتفصیل بین الـقاصر والـمقصّر، ولاسیّما إنّ تعلّم مسائل الـصلاة یحتاج إلـیٰ زمان طویل، غیر بعید.
بل مقتضیٰ جملـة من الأخبار: أنّ تکمیل الـطهور والـرکوع والـسجود
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 45 تمام الـصلاة؛ ضرورة أنّ الإخلال بالـوقت فی بعض الـفروض مع درک بعضـه، وبالـقبلـة فی بعض الأحوال، لا ینقض الـصلاة.
فالإخلال عن جهالـة راجعـة إلـی الاجتهاد، وإلـی الـجهالـة الـراجعـة إلـیٰ لـزوم الـمراجعـة إلـی الـمجتهد، بعد فقد موجبات الاجتهاد والاحتیاط ولو کان عن تقصیر، وإلـی الـجهالـة الـراجعـة إلـی الـتقصیر فی الاجتهاد، مع الـغفلـة عن تلک الـجهالـة حین الـصلاة؛ لا یبعد کونـه محطّ إطلاق الـقاعدة، ولاسیّما لـو فسّرناها بأنّ معناها: أنّ الـصلاة لا تقبل الإعادة، أو أنّ إعادة الـصلاة لا معنیٰ لـهابخلل من أقسامـه.
ویؤیّد ذلک ما فی بعض الـنسخ: «فلا تنقض السنّة الفریضة» وأنّ الـمراد من الـفریضـة ما فرضـه اللّٰه تعالـیٰ فی الـکتاب، والـمراد من الـسنّـة ما فرضـه اللّٰه بحدیث الـنبی صلی الله علیه و آله وسلم، فلو کان جهالـة الأجزاء والـشرائط علی الإطلاق موجبـة لـلنقض، یلزم الـتقیید الـکثیر الـمستهجن أحیاناً.
کتابتحریرات فی الفقه: الخلل فی الصلاةصفحه 46