البحث الثالث
الأعراض جلوة الذوات
من الـمسائل الـمبرهنـة فی محلّـه: هو أنّ الأعراض والـمقولات لـیس لـها وجود بحذاء وجود الـجواهر والـموضوعات، بل الـوجود الـعرضی بالـقیاس الـیٰ الـوجودات الاُخر، یُعتبر ویکون عین طور الـجوهر وجلوة الـذات، ویکون الـحرکـة الـمتصوّرة فی الأعراض بعین الـحرکـة الـموجودة فی الـذوات، ویکون اشتداد الـکیف وازدیاد الـکم تبع الـحرکـة الـذاتیـة فی کلّ شیء کان متحرّکاً بتلک الـحرکـة کالأشیاء الـمتوحّدة بالـوحدة الـطبعیـة، دون سائر الـوحدات الـتألیفیـة والاعتباریـة، والـیٰ هذه الـمقالـة الـراقیـة تُشیر الآیـة الـشریفـة؛ حیث أفادت «فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 371 فَزَادَهُمُ الله ُ مَرَضاً»، مع أنّ الـلازم بحسب الـنظر الـبدوی، هو أن یقال: «فی قلوبهم مرض فزاد الله مرضهم»، فإضافـة الـزیادة الـیٰ ذواتهم، تشهد علیٰ أنّ الـذوات والـمرض واحدة بالـحقیقـة وإن کانا مختلفین بالـمفهوم، فزیادة الـمرض تستلزم زیادة ذواتهم، فافهم واغتنم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 372