المسألة الثانیة
حول کون «مرض» مصدراً
قد استفادوا من أهل الـلغـة أنّ کلمـة «مرض» مصدر، ومعناها کذا وکذا. وهذا غیر صحیح؛ ضرورة أنّ الـمعانی الـتی ذکروها مخصوصـة بما لـیس بمصدر، فإنّ الـمصادر ومادّة الـمشتقّات هی الـمعانی الـحَدَثیـة، ولا یعقل أن یکون الـمرض الـذی معناه کذا وکذا، وهو من الـکیفیات الـخارجیـة الـموجودة الـباقیـة الـذات، مصدراً، ولأجلـه قال سیـبویـه: هو مصدر
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 337 جعلی. وهذا منـه قبـیح؛ لأنّ الـمصادر الـجعلیـة هی الـمصادر الـمتّخذة من الـجوامد والـذوات.
والذی هو التحقیق: أنّ ما هو مصدر هو مادّة «م رض»، وما هو اسم لـهذه الـمعانی هی الـمادّة الـمتخصّصـة بهیئـة خاصّـة، وهی هیئـة فَعَل أو فَعْل، ولا ینبغی لأهل الـفضل الـخلط بین حقیقـة الـمادّة الاشتقاقیـة ـ الـساریـة فی الأشکال الـمشتقّـة ـ وبین نفس الـمشتقّات الـمتخصّصـة بالـهیئات الـخاصّـة الـطارئـة علیٰ تلک الـمادّة، فهناک أمران: أحدهما مَرَضٌ، وهو مصدر، ومَرَضٌ، وهو جامد موضوع لـمعنیً خاصّ، وتفصیلـه فی الاُصول.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 338