وعلیٰ مشرب العارف
«یُخَادِعُونَ الله َ» بعین خدعتهم الـمؤمنین، فخدعتهم الله خدعـة إجمالـیـة بالـنسبـة الـیهم، وخدعتهم خدعـة تفصیلیـة بالـنسبـة الـیـه تعالـیٰ، کلّ ذلک حسب الـحقیقـة الـعرفانیـة، أوحسب الـتشریفات الـسیاسیـة؛ حتّیٰ یقف الـمؤمن أمام هذه الـمنزلـة، فیجاهد فی سبـیل هذا الـمحبوب علیٰ الإطلاق والـمعشوق بالـحقّ والـحقیقـة.
وقریب منه: «یُخَادِعُونَ الله َ» بعین خدعتهم أنفسهم وهم لا یشعرون، ومکروا ومکر الله لا بمکر آخر وراء مکرهم؛ من غیر انحطاط فی الـوجود الـواجبی، ولا ارتقاء فی الـوجود الإمکانی والافتقاری، بل کلّ ذلک حسب الـبرهان والـعرفان؛ ضرورة أنّ جمیع الـحرکات والـسکنات والأفعال والأعمال الـمتأخّرة، مستندة الـیٰ الأوائل بأقویٰ الاستنادات وبأتمّ الـنسب؛ من غیر کونـه مجازاً أو ادّعاء، بل الـنسب الـمتأخّرة أقرب الـیٰ الـمجازیـة من الـمتقدّمـة، کما لا یخفیٰ علیٰ الـبصیر الـناقد والـعارف الـشامخ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 331 ولقد علمت منّا: أنّ اختلاف الأذواق والـمذاهب، لا یرجع الـیٰ اختصاص الـکتاب الـعزیز بطائفـة منها دون اُخریٰ، بل هذا الـنموذج الإلهی جامع هذه الـکثرات الـوهمیـة بعین الـحقیقـة الـجامعـة، کجامعیـة الـعالـم الـکبـیر لـها، ولا نحتاج الـیٰ تکرار وجهها، فلاحظ وتدبّر.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 332