المسألة الاُولیٰ
کلمة «الله » اسم للذات المستجمع للکمالات
من الـمحرّر فی الـعلوم: أنّ حمل کلّ شیء علیٰ شیء متقوّم بجهـة الاتّحاد، ولأجل ذلک الاتّحاد والـمعیّـة ـ بأیّ نحو کان ـ یصحّ الـهوهویـة، مثلاً: یصحّ حمل الأبیض علیٰ الـجسم لأجل معیّـة الـبـیاض معـه، ویصحّ حمل الـعالـم علیٰ الإنسان لأجل نوع من الـمعیّـة بین الـصورة الـعلمیـة والإنسان.
فعلیٰ هذا إذا قال الـقرآن الـکریم: «هُوَ مَعَکُمْ».
فلنا أن نسأل عن هذه الـمعیّـة: فهل هی معیّـة أضعف من سائر الـمعیّـات الـمشار الـیها، أم هی أقویٰ منها بمراتب ومراحل؟ فعلیٰ هذا یمکن حلّ مشکلـة الآیـة الـشریفـة بترک ذکر الـرسول الأعظم الإلهی، وبذکر کلمـة
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 318 الـجلالـة من غیر لـزوم الـکفر والإلحاد، بل هذه الـمائدة الإلهیـة مأخوذة من الـکتاب الـعزیز بحسب الـکبریٰ والـصغریٰ: أمّا الـکبریٰ فقولـه تعالـیٰ: «هُوَ مَعَکُم أَیْنَمَا کُنْتُمْ».
وأمّا الـصغریٰ فلهذه الآیـة وسائر الآیات الـتی قارنت بین الاسمین وحکمت بالـحکم الـواحد، کقولـه تعالـیٰ: «إِنَّ الَّذِینَ یُبَایِعُونَکَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ الله » وهکذا.
ولأجلـه ولاُمور اُخر مقرّرة فی فنّـه ذکرنا: أنّ ما یقال: إنّ کلمـة «الله » اسم للذات الـمستجمعـة لـجمیع الـکمالات، صحیح لامِرْیةَ فیـه، فافهم واغتنم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 319