الوجه الثامن
عدم اختصاص الآیة بطائفة خاصّة
کما یمکن أن یکون الـفعل الـمضارع «یخادعون الله » و«ما یخدعون» و«ما یشعرون»، إشعاراً بأنّ الـقضیّـة الـمزبورة والـخدعـة الـمذکورة من الأوصاف الـثابتـة والـملکات الـخاصّـة، فیکون الـمقصود جماعـة خاصّـة، ویکون مورد الآیـة طائفـة معیّـنین، کما فی کتب الـتفاسیر، وقد مضیٰ أسماؤهم إجمالاً فی ذیل الآیـة الـسابقـة.
کذلک یمکن أن یکون الـفعل الـمضارع مُشعراً بأنّ هذه الـصفـة لـیست
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 307 صفـة خاصّـة لـطائفـة معیّـنین، بل هو أمر ثابت لـطائفـة من الـناس فی طول الأزمنـة وفی جمیع الأحیان والأزمان، وحیث إنّ الـظاهر من الآیـة الـسابقـة أنّ موضوع هذه الآیـة، یکون قولـه تعالـیٰ: «وَمِنَ النَّاسِ» من غیر نظر الـیٰ زمان معیّـن، یتعیّـن الاحتمال الـثانی.
هذا مع أنّ خداعهم وریاءهم ومکرهم لـم یتکرّر حتّیٰ یثبت مزاولتهم وممارستهم فی ذلک.
ومن الـعجیب ما فی «تفسیر الـمراغی» من تخیّـلـه: أنّ هیئـة باب الـمفاعلـة ربّما تدلّ علیٰ الـممارسـة والـمزاولـة، واستشهد بقولـه: مارستُ وزاولتُ، وأنت خبـیر بأنّ ذلک من دلالـة الـمادّة دون الـهیئـة، فتوهّم: أنّ هیئـة باب الـمفاعلـة هنا تقتضی کون الـمقصود بالآیـة جماعـة خاصّـة، فاسد أیضاً.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 308