فصل (8) فی أنّ واجب الوجود لا شریک له فی الإلهیة و أنّ إله العالم واحد

‏‏فصل (8) فی أنّ واجب الوجود لا شریک له فی الإلهیة و أنّ إله العالم واحد‏

‏‏ ‏

‏‏قوله:‏‏ طریق آخر.‏‏[‏‏6 : 94 / 6‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ من تلـک الـجملـة و من قولـه: «فی بادی الـنظر» یعلـم: أنّـه فی‏‎ ‎‏مقام بیان الأمرین:‏

‏‏الأمر الأوّل: عدم احتیاج الـمسألـة إلـیٰ برهان آخر وراء الـبرهان علـیٰ‏‎ ‎‏توحید الـواجب.‏

‏‏الأمر الـثانی: أنّ هذا هو الـبرهان علـیـه، فالـبیان الـمفید لعدم احتیاج‏‎ ‎‏الـمسألـة إلـیٰ الـبرهان هو بنفسـه الـبرهان علـیٰ نفی تعدّد الإلـه، فلا تغفل.‏

‏‏قوله:‏‏ فلا یمکن.‏‏[‏‏6 : 96 / 12‏‏]‏

‏‏أقول:‏‏ فیـه نظر واضح؛ ضرورة أنّ الـبرهان الـعقلـی غیر ناهض علـیٰ‏‎ ‎‏الـحصر، فما هو الـقائم علـیـه هو الاستقراء، و هو لا یفید شیئاً.‏

‏‏ولـکن لنا بیان آخر و هو: أنّ إثبات الـحصر فی بعض الـجهات أوّلاً، و‏‎ ‎‏إثبات أنّها ثابتـة فی الـعالـم الآخر ثانیاً، یکفی لنفی الـتعدّد، و لا یحتاج فیـه‏‎ ‎‏إلـیٰ إثبات الاشتراک فی جمیع الـجهات. مثلاً الـحرکـة محصورة عقلاً و هی‏‎ ‎‏ثابتـة فی ذلک الـعالَم، فهما من نوع واحد، فلابدّ من الـرجوع بعد ....‏

‏‏... الأنواع. و ما هو الـمقصود منـه هو الـثانی دون الأوّل، و ما هو یتمّ هو الأوّل‏‎ ‎‏دون الـثانی، بل وقع لـه الـخلـط بین عوارض الـموالـید و بین عارض‏‎ ‎‏الـصورة الـجسمیـة؛ فإنّـه علـیٰ فرض تعدّد الـعالـم نوعاً لا وجـه لتوفّی‏‎ ‎

‏
‏‎

‎‏الـطبیعـة جمیع خصائص سائر الأنواع، بل الـلازم هو الـتوفّی لخصائص‏‎ ‎‏نوعـه، فالـتالـی الـمترقّی إلـیٰ الـنوع الـعالـی لابدّ و أن یستجمع جمیع‏‎ ‎‏خصوصیات ذلک الـنوع لا الـنوع الآخر الـمخالـف لـه، فلا تغفل فلـیتأمّل.‏

‏‏من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه‏

‏‏قوله:‏‏ أی لـه وحدة طبیعیـه.‏‏[‏‏6 : 98 / 6‏‏]‏

‏‏و من هنا یعلـم: أنّ الـتراکیب علـیٰ ثلاثـة أقسام: تألیفیـة اعتباریـة،‏‎ ‎‏تالـیفیـة حقیقیـة و تألیفیـة طبیعیـة. فالأوّل کالـحجر جنب الإنسان، و الـثانی‏‎ ‎‏کالـموجودات الـمتلازمـة تکویناً إلاّ أنّها لیست إلاّ تلـک الـموجودات، و‏‎ ‎‏الـثالـث کالـجسم الـمؤتلـف من الـمادّة و الـصورة، فإنّـه غیرهما؛ لأنّـه‏‎ ‎‏جوهر منهما، فاغتنم.‏

‏‏مصطفیٰ‏

‏‏ ‏