فصل (14) فی تحقیق ماهیة المزاج و إنّیته
قوله: و من هذا الـقبیل فعل الـعناصر.[5 : 322 / 23]
أقول: قد اضطربت کلـمات الأعلام ـ صدراً و ذیلاً ـ و تشتّت آراء الـفلاسفـة قدیماً و حدیثاً حتّیٰ الـحکیم الـحاضر ـ رضوان الله تعالـیٰ علیهم ـ ، ولم ینقِّح الـمباحث ولم یبیّن المطالب مفصّلاً مُجزّأً بعضُها عن بعض.
فنقول: من الـمحتمل أنّ أصل الـترکیب الـمعروف فی ألـسنـة هؤلاء الـعظماء ممّا لا یرجع إلـیٰ محصّل، بل الأشیاء غیر مرکّبـة أصلاً إلاّ من انضمام بعضها إلـیٰ بعض تفصیلاً، من دون حصول أمر آخر فی الـبین، فربّما لا یمکن تحدید ذلک أصلاً.
و من الـمحتمل حصول الـترکیب من الأمزجـة الـبسیطـة بذهاب تلـک الـبسائط کلّیـة، و حصول الأمر الآخر بحیث یکون الـباقی الـمنحفظ هو الـهیولیٰ دون الـصورة.
و من الـمحتمل انحفاظ تلـک الـبسائط بصورها الـتفصیلـیـة، و حصول الأمر الـخامس من تلـک الـصور الـمفصّلـة بحیث تُعدّ تلـک الـصور مبدأ قریباً للأمر الـخامس.
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 595 و من الـمحتمل بقاء تلـک الـعناصر و حصول الأمر الـخامس من الـفعل و الانفعال الـحاصل بین آثارها و خواصّها.
و ما هو التحقیق هو الأخیر خلافاً لما یظهر من الـکلّ، و لعلّـه یُستفاد من الـماتن. و ذلک لأنّـه جامع بین الـحقّین: الـحقّ الأوّل: امتناع حصول الـواحد فی الـکثیر و هذا فیما نحن فیـه لا یلـزم؛ و الـحقّ الـثانی: انحفاظ الـصور بدلیل الـقرع و الإنْبیق، و هذا علـیٰ رأینا أیضاً صحیح مع أنّ تلـک الـعناصر مبدأ الـبعید و تلـک الآثار مبدأ الـقریب.
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی
قوله: من غیر حاجـة.[5 : 325 / 22]
أقول: بل لا یمکن الـفعل و الانفعال بین الـجواهر بذواتها؛ فإنّ الـجوهر الـناری لا یسلـب عن الـناریـة أبداً، و هکذا الـمائی. فما یمکن أن یحصل منـه الأمر الـوُحدانی هو الـخواصّ و الأفعال، فالـحرارة و الـبرودة ـ مثلاً ـ تفعل و تنفعل حتّیٰ یحصل الـمزاج، و هو الأمر الـوُحدانی. فالـنار و إن بلـغ إلـیٰ حدّ عدم الـتجزّی نار، و لا ینقلـب عمّا هو علـیـه إلاّ بالأعدام الـکلّی، و هو مفروض الـعدم.
قوله: لم یبق لـه صورتـه الـخاصّـة الـنوعیـة.[5 : 327 / 1]
أقول: و هذا من غرائب الـمقالات، و الـعجب منـه؛ حیث لم یُورد علـیـه، و لعلّـه لـکثرة وضوح بطلانـه. فإنّ الـصورة الـنوعیـة هو نحو وجود الـشیء، و لا شیء عند عدمها، و الـصورة الـنوعیـة توجب تحصّل الـشیء خارجاً و الامتداد یعرض علـیها لا علـیٰ الـمادّة إلاّ بالـعرض، فلا تغفل.
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 596