فصل (3) فی إثبات الصور الطبیعیة من منهج آخر و هو کونها مقوّمة للمادّة
قوله: صایرة بها.[5 : 169 / 17]
أقول: الـنصّ الـصریح من کلامـه هو أنّ الـصورة الـنوعیـة الـتی منشأ الآثار الـمخصوصـة تحصل بالـحرکـة، فالـحرکـة فی الابتداء لیست لها الـصورة الـنوعیـة الـمعیّنـة ثمّ تحصل الـصورة الـمعیّنـة الـنوعیـة، و هذا هو الـسرّ فی کیفیـة اختصاص الـجسم الـمخصوص بالـصورة الـنوعیـة الـمخصوصـة و إلاّ لا ینتفی الـسؤال.
فتحصّل: أنّ لـکلّ صورة نوعیـة جزئیـة شخصیّـه اختصاصاً قبل ذلک بـه تعرض للـجسم و تقوّمـه.
و أمّا الـسؤال عن الـصورة الـکلّیـة، فالـجواب: أنّ الـتقویم للصورة الـجسمیـة بالـصورة الـنوعیـة، کما أنّ تقویم الـهیولیٰ بالـصورة الـجسمیـة.
فتحصّل: أنّ الاختصاص فی الـصورة الـمخصوصـة الـخارجیـة تحصل بصورة قبلـه متسلـسلاً بلا لزوم إشکال فی الـمسألـة؛ لما تقرّر أنّ الـتسلـسل الـتعاقبی لا یستحیل بل هو واقع فی الـکون کما فی الـهیولیٰ و الـحرکـة و الـزمان، و أمّا فی الـصورة الـکلّیـة فلا قبلیـة للجسم علیها و لا للهیولیٰ علیٰ الـجسم، فافهم و اغتنم.
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
قوله: أو عرضاً قائماً بـه.[5 : 171 / 11]
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 556 أقول: قولـه: «إذ» دلیل علـیٰ الـعقد الـسلـبی و هو عدم احتمال الـقسم الـثالـث، و أمّا أنّـه مادّة أو عرض قائم بـه فلـم یقم برهان و طریقـة علـیٰ الـتّمیّز عند الـشّکّ. ولـکن الـتمیّز بینهما یحصل بالـنظر إلـیٰ احتیاج الـصورة فی الاستکمال بـه و عدمـه، فعلـیٰ الأوّل فهو الـمادّة و الـقوّة، و علـیٰ الـثانی فهو الـعرض و الـخارج عن الـشیء.
ثمّ قد یقال: الـحدید لا یترتّب علـیـه الأثر إلاّ بعد کونـه شکلـیاً و الـشکل أثر عرضی لا جوهری، فمجرّد ترتّب الأثر الأکثری لا یکشف عن ذلک.
أقول: قد مرّ أنّ الأغراض الاعتباریـة والـمقاصد و الـغایات الـصناعیـة الـمترتّبـة علـیٰ الـتراکیب الاعتباریـة ممّا لا مدخل لـه فی الـکشف عن هذه الـمطالـب و الـمراحل، بل الـذی هو الأثر هو الأثر الـطبیعی الـمترتّب علـیٰ الـترکیب الـطبیعی، فبقولـه: «الـترکیب الـطبیعی» یرتفع الإشکال.
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 557