فصل (2) فی أنّ الهیئة المذکورة هل هی من الکیف أو من الوضع
قوله: فی الـمقدار أو الـمتقدّر.[4 : 175 / 1]
أقول: الـمقدار نفس الـکمّ الأعمّ من الـسطح و من الـجسم الـتعلـیمی، و الـمتقدّر هو الـجسم الـطبیعی. و کان ینبغی أن نبحث عن مسألـة الـحدّ و الـحدود فی أوّل الـبحث و لم یوفّقنی الله تعالـیٰ، فالآن نقول:
الـوحدة تساوق الـشخص والـشخص نفس شیئیـة الـشیء. وأیضاً الـوحدة تساوق الاتّصال و الـمتّصل الـواحد متشخّص واحد. فالـخطّ مادام لم ینقطع لم یتشخّص و مادام لم یتشخّص لم یوجد. فالـخطّ الـواحد متّصل واحد و وحدة الـخطّ بوحدة تعیّنـه الـحاصل بقَطعـه.
إذا عرفت تلـک الـمقدّمات الـعقلـیّـة فاعلـم: أنّ اختلاف الـهیئات الـعارضـة لایوجب الـتعدّد فی الـخطّ. فالـخطّ الـذی إذا مرّ مستقیماً ثمّ قبل أن ینقطع، انصرف إلـیٰ الـطرف الآخر، ثمّ انصرف إلـیٰ الـطرف الأوّل و الـجهـة الاُولیٰ موازاة، ثمّ توجّـه مائلاً إلـیٰ الـنقطـة الـمبتدئـة حتّیٰ وصل إلـیها فانقطع، فحصل و تشخّص و تحقّق بهذا الـسیر مربّع أو غیر ذلک. فلـیس للـمربّع حدود؛ لما أنّ الـحدود إمّا معناها هو کون أربع خطوط تشکّلـه فیمکن تشکیل الـدائرة بأکثر من خطّ واحد، و إن کان معناها هو اختلاف الـجهات فمضافاً إلـیٰ کونـه غیر معقول یشترک فیـه الـدائرة أیضاً، و إن کان معناه الـزاویـة الـحاصلـة منـه فلـیست حدوداً. فما وقع فی عبائر الـقوم مطلـقاً من: أنّـه أی الـشکل إمّا لـه حدّ واحد کالـدائرة، أو لـه حدّان کنصفها، أو لـه
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 371 حدود کالـمثلّث، لایرجع إلـیٰ معنیً محصّل.
من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
قوله: أو من جهـة کونـه حدّاً للـمحدود.[4 : 176 / 19]
إن قلـت: لابدّ وأن یتخلّیٰ الـتعاریف من الـتردید: قلت ما هو الـممنوع هو الـتردید فی الـتعریف لا الـتعریف بالـمتردّد بمعنیٰ اشتمالـه علـیٰ جمیع الـحدود لئلاّ یلـزم الـنقص و ذلک شبیـه بما حدّد بـه الـمکان فی بعض الأقوال بأنّـه احاطـة سطحِ باطن الـحاوی للـمحویّ أو الـمحویّ لـه کما مرّ تفصیلـه مشبعاً فلـیراجع.
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 372