فصل (1) فی أنواعه
قوله: و الـثانی أولیٰ من الأوّل؛ لأنّ الاستعداد من باب الـمضاف.
[4 : 105 / 7]
إن أراد أنّـه من باب الـمضاف ماهیـة، فهو ممنوع و وجهـه ظاهر. و إن أراد أنّـه من باب الـمضاف وجوداً، فمقبول ولـکنّـه لایوجب کون نوع من الـکیف داخلاً فی الـمضاف، فلـیتأمّل و اغتنم.
قوله: بجهـة من الـجهات.[4 : 105 / 15]
الـظاهر أنّ مراده هو الانفعال أو الـلاانفعال أو الـفعل علـیٰ فرض تصویر الاستعداد فیـه و یحتمل أن یکون مراده الـجهات الـمختلـفـة.
قوله: لاقوّة الـجواز.[4 : 105 / 15]
أی الإمکان الـمحض.
من العبد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه
قوله: لا خلاف.[4 : 105 / 21]
أقول: قد مرّ کراراً منّا أنّ الـکیفیات الاستعدادیـة ممّا لا ترجع إلـیٰ کلام محصّل؛ ضرورة أنّ الأجسام مرکّبةٌ ـ من جهة ـ من ماهیة و وجود، و إذا کانت
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 288 موجودة تکون مرکّبـة من الـجهـة الـفعلـیـة و الـجهـة الـقُوّة، و فی الـمرتبـة الـمتأخّرة عن ذلک یکون عدّة أمارات و علامات لتشخّصها و تمیّز أفرادها. و تلـک الـقوّة الـحاصلـة فیـه إمّا جوهر أو عرض؛ فإن کانت جوهراً فهو الـهیولیٰ و الـمادّة، و إن کانت عرضاً فحاملـه الـجوهر و هو الإمکان الاستعدادی و هو أمر یشترک فیـه الـکبیر و الـصغیر، الـمجرّد و الـمادّی، الأثیری و الـعنصری، الـکلّی و الـجزئی، الـصلـب و اللـیّن فأین الـقوّة الاُخریٰ الـتی هو الـمعبّر عنـه بالاستعدادی الـمخصوص بطائفـة خاصّـة؟
فإن قلـت: فما معنیٰ اللـیّن و الـصعب. قلـت: قد مرّ أنّ الـصعب و اللـیّن من الاُمور الـمنضافـة فربّ شیء صلـب بالـقیاس إلـیٰ شیء، و لیّن بالـقیاس إلـیٰ الآخر، فیدخل الـمفهومان فی أبواب الإضافـة. هذا مع أنّ اللـیّن قد یصیر صعباً و قد یعکس.
هذا مع أنّ الـتحقیق الـذی مرّ بک ینتج أنّ اللـین و الـصعوبـة یرجعان إلـیٰ الـفعلـیـة لا الـقوّة، فإنّ الـماء لیّنٌ بالـفعل و الـحجر صعب بالـفعل لا أنّهما متضمّنان الـقوّة إلـیٰ جانب الـفعل أو الانفعال مثلاً، بل هما بالـفعل ینافیان الـلاانفعال و الانفعال.
فأساس الـکیفیات الاستعدادیـة غیر متین مع أنّ تنویع الـکیف بالأربعـة غیر تمام، بل الـکیف ینقسم إلـیٰ الـمجرّد و الـمادّی و الـمادّی إلـیٰ الـخفیّ و الـجلـیّ. و لیس من الـکیف إلاّ و قد استقصیناه فی هذا الـحصر الـصحیح الـعقلـی و أثبتنا أنّ اللـین و الـصلابـة أمران بالـفعل لا بالـقوّة، و حصول الانغمار سهلاً و صعباً غیر مربوط بالـقوّة و الـلاقوّة بمعنیٰ الـمتداول منها. نعم إن کانت الـقوّة بمعنیٰ الـقدرة علـیٰ الـمقاومـة و عدم الـقدرة علـیٰ
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 289 الـمقاومـة، فهو صحیح خارج عن محلّ الـکلام و محیط الـبحث، مع أنّ عدم الـقدرة غیر الـقدرة علـیٰ الـعدم، و یأتی زیادة توضیح لذلک.
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 290