فصل (26) فی دفع الإشکال فی صیرورة العقل الهیولانی عقلاً بالفعل
قوله: نوعاً طبیعیاً واحداً.[3 : 433 / 13]
وهذا ما هو الـتحقیق فی الـمرکّبات الـخارجیـة من اتّحاد الـصورة و الـمادّة، و أنّ الـنفس و الـبدن واحد طبیعی یشمل قطعاً من سلـسلـة الـطبیعیات، و أنّ بقاء الـصور الـعنصریـة کما نسب إلـیٰ الـشیخ غیر تمام و فاسد، و أنّ الـبدن بدن فیما إذا کانت مع الـنفس و إلاّ فلا. فالـجواب عن
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 120 الإشکال بهذه الأنحاء جواب غیر تمام.
من السیّد مصطفیٰ
قوله: و الـجواب.[3 : 434 / 12]
أقول: الـحقّ قصور الـعبارة عن إثبات مغزیٰ مرامـه و لـیس هنا مقام ذکره تفصیلاً، و أمّا إجمالـه فهو:
إنّ للـحقائق مراتب فکما أنّ لـنفس حقیقـة الـوجود مراتب ذاتیـة کذلـک لـکلّ مرتبـة یمکن فرض الـمراتب. و ممّا یقطع بأنّ لـه الـمراتب الـطولـیـة هو حقیقـة الإنسان فکما أنّـه إذا کانت محتفّاً بدار الـدنیا و متعلّقاتها من الـمادّه و غواشیها، لابدّ لـها فی الـحرکـة من الاستمداد منها، کذلـک تصل بعد برهـة من الـحرکـة الـذاتیـة إلـیٰ مقام لایحتاج فی الـحرکـة إلـیٰ الـمادّة و لـواحقها، بل بنفس کونها متکیّفـة بذاتها یتحرّک إلـیٰ محبوبها و مقامها، فإنّ الـنفوس الـکلّیـة بترقّی الـنفس من حضاضتها إلـیٰ مرفعتها و من نقصها إلـیٰ کمالـها بلااحتیاج إلـیٰ الـمادّة الـعنصریـة فی قوام هذه الـحرکـة الـذاتیـة.
ولـذا نقول: إنّ الـعقل بالـقوّة أمر غیر ذی وضع متحصّل الـوجود ـ کما سیجیء منـه قدس سره ـ ، و من الـواضح أنّ الاُمور الـتی لا وضع لـها لابدّ من ثبوت نحو تجرّد لـها. و لایتوهّم أنّ الـنقطـة لا وضع لـها مع أنّها لـیست مجرّدة؛ لـما تکرّر منهم أنّ الـنقطـة لـیست أمراً خارجیاً بل هو أمر ذهنی. و لا إشکال فی أنّ الـذهنیات مجرّدات قطعاً، و الـغرض من ذی وضع و عدمـه ما هو بالـحمل الـشائع ذو وضع و عدمـه.
فتحصّل أنّ الـنفس تترقّیٰ من الـنقص إلـیٰ الـکمال حتّیٰ إذا فارقت الـبدن، لأنّ الـحرکـة الاستکمالـیـة لا تحتاج إلـیٰ الـمادّة الـعنصریـة. و
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 121 تفصیل الـکلام فی مقام آخر.
من السیّد مصطفیٰ الخمینی
کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [صدرالدین شیرازی ]صفحه 122