القول:فی القراءة و الذکر
(مسألة 1): یجب فی الرکعة الاُولی و الثانیة من الفرائض قراءة«الحمد» وسورة کاملة عقیبها،وله ترک السورة فی بعض الأحوال،بل قد یجب مع ضیق الوقت و الخوف ونحوهما من أفراد الضرورة.ولو قدّمها علی«الفاتحة» عمداً استأنف الصلاة،ولو قدّمها سهواً وذکر قبل الرکوع فإن لم یکن قرأ«الفاتحة» بعدها أعادها بعد أن یقرأ«الفاتحة»،و إن قرأها بعدها أعادها دون«الفاتحة».
(مسألة 2): یجب قراءة«الحمد»فی النوافل کالفرائض؛بمعنی کونها شرطاً فی صحّتها،و أمّا السورة فلا یجب فی شیء منها و إن وجبت بالعارض بالنذر
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 191 ونحوه.نعم النوافل التی وردت فی کیفیتها سور خاصّة یعتبر فی الإتیان بتلک النافلة تلک السورة،إلّاإذا علم أنّ إتیانها بتلک السورة شرط لکمالها لا لأصل مشروعیتها وصحّتها.
(مسألة 3): الأقوی جواز قراءة أزید من سورة واحدة فی رکعة فی الفریضة لکن علی کراهیة،بخلاف النافلة فلا کراهة فیها،و إن کان الأحوط ترکها فی الفریضة.
(مسألة 4): لا یجوز قراءة ما یفوت الوقت بقراءته من السور الطوال،فإن فعله عامداً بطلت صلاته علی إشکال،و إن کان سهواً عدل إلی غیرها مع سعة الوقت،و إن ذکر بعد الفراغ منها و قد فات الوقت أتمّ صلاته.وکذا لا یجوز قراءة إحدی سور العزائم فی الفریضة علی إشکال ولو قرأها نسیاناً إلی أن وصل إلی آیة السجدة أو استمعها و هو فی الصلاة فالأحوط أن یومئ إلی السجدة و هو فی الصلاة ثمّ یسجد بعد الفراغ.
(مسألة 5): البسملة جزء من کلّ سورة فیجب قراءتها عدا سورة«البراءة».
(مسألة 6): سورتا«الفیل»و«لإیلاف»سورة واحدة وکذلک«والضحی» و«ألم نشرح»،فلا یجزی واحدة منها،بل لا بدّ من الجمع مرتّباً مع البسملة الواقعة فی البین.
(مسألة 7): یجب تعیین السورة عند الشروع فی البسملة علی الأحوط ،
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 192 ولو عیّن سورة ثمّ عدل إلی غیرها یجب إعادة البسملة للمعدول إلیها.و إذا عیّن سورة عند البسملة ثمّ نسیها ولم یدر ما عیّن أعاد البسملة مع تعیین سورة معیّنة،ولو کان بانیاً من أوّل الصلاة أن یقرأ سورة معیّنة فنسی وقرأ غیرها أو کانت عادته قراءة سورة فقرأ غیرها کفی ولم یجب إعادة السورة.
(مسألة 8): یجوز العدول اختیاراً من سورة إلی غیرها ما لم یبلغ النصف، عدا«التوحید»و«الجحد»فإنّه لا یجوز العدول منهما إلی غیرهما ولا من إحداهما إلی الاُخری بمجرّد الشروع.نعم یجوز العدول منهما إلی«الجمعة» فی ظهر یوم الجمعة ما لم یبلغ النصف إذا شرع فیهما نسیاناً.
(مسألة 9): یجب الإخفات بالقراءة-عدا البسملة-فی الظهر و العصر، ویجب علی الرجال الجهر بها فی الصبح واُولیی المغرب و العشاء،فمن عکس عامداً بطلت صلاته.ویعذر الناسی والجاهل بالحکم من أصله الغیر المتنبّه للسؤال،بل لا یعیدان ما وقع منهما من القراءة بعد ارتفاع العذر فی الأثناء.أمّا العالم به فی الجملة إلّاأنّه جهل محلّه أو نساه،والجاهل بأصل الحکم المتنبّه للسؤال عنه ولم یسأل فالأحوط لهما الاستئناف،و إن کان الأقوی الصحّة مع حصول نیّة القربة منهما.ولا جهر علی النساء بل یتخیّرن بینه وبین الإخفات مع عدم الأجنبیّ،أمّا الإخفات فیجب علیهنّ فیما یجب علی الرجال ویُعذرن فیما یُعذرون فیه.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 193 (مسألة 10): یستحبّ للرجال الجهر بالبسملة فی الظهرین ل«الحمد» والسورة،کما أنّه یستحبّ له الجهر بالقراءة فی ظهر یوم الجمعة.
(مسألة 11): مناط الجهر و الإخفات ظهور جوهر الصوت وعدمه لا سماع من بجانبه وعدمه.ولا یجوز الإفراط فی الجهر کالصیاح،کما أنّه لا یجوز فی الإخفات بحیث لا یسمع نفسه مع عدم المانع.
(مسألة 12): یجب القراءة الصحیحة،فلو صلّی و قد أخلّ عامداً بحرف أو حرکة أو تشدید أو نحو ذلک بطلت صلاته.ومن لا یحسن«الفاتحة»أو السورة یجب علیه تعلّمهما.
(مسألة 13): المدار فی صحّة القراءة علی أداء الحروف من مخارجها علی نحو یعدّه أهل اللسان مؤدّیاً للحرف الفلانی دون حرف آخر،ومراعاة حرکات البنیة،وما له دخل فی هیئة الکلمة و الحرکات و السکنات الإعرابیة و البنائیة علی وفق ما ضبطه علماء العربیة،وحذف همزة الوصل فی الدرج کهمزة «ال»وهمزة « اِهْدِنَا » وإثبات همزة القطع کهمزة «أَنْعَمْتَ».ولا یلزم مراعاة تدقیقات علماء التجوید فی تعیین مخارج الحروف؛فضلاً عمّا یرجع إلی صفاتها من الشدّة و الرخاوة والاستعلاء والاستفال و التفخیم و الترقیق وغیر ذلک ولا الإدغام الکبیر ؛و هو إدراج الحرف المتحرّک بعد إسکانه فی حرف مماثل له مع کونهما فی کلمتین مثل:« یَعْلَمُ مٰا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ » بإدراج المیم فی
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 194 المیم أو مقارب له ولو فی کلمة واحدة ک یَرْزُقُکُمْ و زُحْزِحَ عَنِ النّٰارِ بإدراج القاف فی الکاف و الحاء فی العین،بل ولا بعض أقسام الإدغام الصغیر کإدراج الساکن الأصلی فیما یقاربه ک مِنْ رَبِّکَ بإدراج النون فی الراء.نعم الأحوط مراعاة المدّ اللازم و هو ما کان حرف المدّ وسبباه -أعنی الهمزة و السکون-فی کلمة واحدة مثل جٰاءَ و سُوءَ و جِیءَ و دَابَّةٍ و ق و ص وکذا ترک الوقف علی المتحرّک و الوصل مع السکون وإدغام التنوین و النون الساکنة فی حروف یرملون و إن کان المترجّح فی النظر عدم لزوم شیء ممّا ذکر.
(مسألة 14): الأحوط القراءة بإحدی القراءات السبع،و إن کان الأقوی عدم وجوبها وکفایة القراءة علی النهج العربی،و إن خالفهم فی حرکة بنیة أو إعراب.
(مسألة 15): یجوز قراءة مٰالِکِ یَوْمِ الدِّینِ و ملک یوم الدین ، ولعلّ الثانی أرجح ،وکذا یجوز فی اَلصِّرٰاطَ أن یقرأ بالصاد و السین وفی کُفُواً أَحَدٌ وجوه أربعة بضمّ الفاء أو سکونه مع الهمزة أو الواو،والأرجح أن یقرأ بالهمزة مع ضمّ الفاء،وأدونها بالواو مع إسکان الفاء.
(مسألة 16): من لا یقدر إلّاعلی الملحون أو تبدیل بعض الحروف ولا یستطیع أن یتعلّم أجزأه ذلک،ولا یجب علیه الائتمام و إن کان أحوط،
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 195 بخلاف من کان قادراً علی التصحیح و التعلّم ولم یتعلّم فإنّه یجب علیه الائتمام مع الإمکان.
(مسألة 17): یتخیّر فیما عدا الرکعتین الاُولیین من فرائضه بین الذکر و«الفاتحة»،والأفضل الذکر .وصورته«سبحان اللّٰه و الحمد للّٰهولا إله إلّااللّٰه واللّٰه أکبر»،ویجب المحافظة علی العربیة.ویجزی أن یقول ذلک مرّة واحدة، والأحوط التکرار ثلاثاً،فتکون اثنی عشر تسبیحة،والأولی إضافة الاستغفار إلیها.ویلزم الإخفات فی الذکر وفی القراءة حتّی البسملة علی الأحوط إذا اختار الإتیان بها بدل الذکر،ولا یجب اتّفاق الرکعتین الأخیرتین فی القراءة والذکر،بل له القراءة فی إحداهما و الذکر فی الاُخری.
(مسألة 18): لو قصد التسبیح-مثلاً-فسبق لسانه إلی القراءة فالأحوط عدم الاجتزاء به،أمّا لو فعل ذلک غافلاً من غیر قصد إلی أحدهما اجتزأ به و إن کان من عادته خلافه،بل و إن کان عازماً من أوّل الصلاة علی غیره،والأحوط استئناف غیره.
(مسألة 19): إذا قرأ«الفاتحة»بتخیّل أنّه فی الاُولیین فتبیّن کونه فی الأخیرتین یجتزئ به،کالعکس بأن قرأها بتخیّل أنّه فی الأخیرتین فتبیّن کونه فی الاُولیین.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 196 (مسألة 20): الأحوط أن لا یزید علی ثلاث تسبیحات إلّابقصد الذکر المطلق.
(مسألة 21): یستحبّ قراءة«عمّ یتسائلون»أو«هل أتی»أو«الغاشیة»أو «القیامة»وأشباهها فی صلاة الصبح،وقراءة«سبّح اسم»أو«والشمس» ونحوهما فی الظهر و العشاء،وقراءة «إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ» و «أَلْهٰاکُمُ التَّکٰاثُرُ» فی العصر و المغرب،وقراءة سورة«الجمعة»فی الرکعة الاُولی و«المنافقین»فی الثانیة فی الظهر و العصر من یوم الجمعة،وکذا فی صبح یوم الجمعة،أو یقرأ فیها فی الاُولی«الجمعة»،و«التوحید»فی الثانیة،وکذا فی العشاء فی لیلة الجمعة یقرأ فی الاُولی«الجمعة»وفی الثانیة«المنافقین»وفی مغربها«الجمعة»فی الاُولی و«التوحید»فی الثانیة،کما أنّه یستحبّ فی کلّ صلاة قراءة«إنّا أنزلناه» فی الاُولی و«التوحید»فی الثانیة.
(مسألة 22): قد عرفت أنّه یجب الاستقرار حال القراءة و الأذکار،فلو أراد حالهما التقدّم أو التأخّر أو الانحناء لغرض من الأغراض یجب أن یسکت حال الحرکة،لکن لا یضرّ مثل تحریک الید أو أصابع الرجلین و إن کان الترک أولی.
و إذا تحرّک حال القراءة قهراً فالأحوط إعادة ما قرأه فی تلک الحالة.
(مسألة 23): إذا شکّ فی صحّة قراءة آیة أو کلمة یجب إعادتها إذا لم یتجاوز،ویجوز بقصد الاحتیاط مع التجاوز.ولو شکّ ثانیاً أو ثالثاً لا بأس بتکرارها ما لم یکن عن وسوسة فلا یعتنی بالشکّ.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 197