القول:فی شرائط الوضوء
(مسألة 1): شرائط الوضوء امور:
منها :طهارة الماء وإطلاقه وإباحته وطهارة المحلّ المغسول و الممسوح ورفع الحاجب عنه وإباحة المکان الذی هو بمعنی الفضاء الذی یقع فیه الغسل والمسح،وکذا إباحة المصبّ والآنیة مع الانحصار،بل ومع عدمه أیضاً إذا کان
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 26 الوضوء بالغمس فیها لا بالاغتراف منها،وعدم المانع من استعمال الماء من مرض أو عطش علی نفسه أو نفس محترمة،ونحو ذلک ممّا یجب معه التیمّم، فلو توضّأ و الحال هذه بطل.
(مسألة 2): المشتبه بالنجس بالشبهة المحصورة کالنجس فی عدم جواز التوضّؤ به،و إذا انحصر الماء فی المشتبهین یتیمّم للصلاة،لکن إذا أمکن أن یتوضّأ بأحدهما ویصلّی ثمّ یغسل محالّ الوضوء بالماء الآخر ثمّ یتوضّأ به ویعید صلاته ثانیاً یقوی الصحّة ،لکن الأحوط مع ذلک ضمّ التیمّم أیضاً مع أحد الوضوءین.
(مسألة 3): إذا لم یکن عنده إلّاماء مشکوک إضافته وإطلاقه،فإذا کان حالته السابقة الإطلاق یتوضّأ به،و إذا کانت الإضافة یتیمّم،و إذا لم یعلم الحالة السابقة یجب الاحتیاط بالجمع بین الوضوء به و التیمّم.
(مسألة 4): لو اشتبه مضاف فی محصور ولم یکن عنده ماء آخر یجب علیه الاحتیاط بتکرار الوضوء علی نحو یعلم التوضّؤ بماء مطلق.والضابط أن یزاد عدد الوضوءات علی عدد المضاف المعلوم بواحد،فإذا کان عنده إناءان یتوضّأ بهما،و إن کان عنده ثلاث إناءات أو أزید و قد علم بإضافة واحد منها یتوضّأ باثنین منها،و إذا کان إناءان بین ثلاثة أو أزید یتوضّأ بالثلاثة وهکذا.
(مسألة 5): المشتبه بالغصب کالغصب لا یجوز الوضوء به،فإذا انحصر الماء به تعیّن التیمّم.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 27 (مسألة 6): طهارة الماء وإطلاقه شرط واقعی یستوی فیهما العالم و الجاهل بخلاف الإباحة،فإذا توضّأ بماء مغصوب مع الجهل بغصبیته أو نسیانها صحّ وضوؤه،حتّی أنّه لو التفت إلی الغصبیة فی أثناء الوضوء صحّ ما مضی من أجزائه ویتمّ الباقی بماء مباح.و إذا التفت إلیها بعد غسل الید الیسری هل یجوز المسح بما فی یده من الرطوبة ویصحّ وضوؤه أم لا؟ وجهان بل قولان، أحوطهما الثانی بل لا یخلو من قوّة.وکذا الحال فیما إذا کان علی محالّ وضوئه رطوبة من ماء مغصوب وأراد أن یتوضّأ بماء مباح قبل جفاف الرطوبة.
(مسألة 7): یجوز الوضوء و الشرب وسائر التصرّفات الیسیرة ممّا جرت علیه السیرة من الأنهار الکبیرة من القنوات وغیرها و إن لم یعلم رضا المالکین، بل و إن کان فیهم الصغار و المجانین.نعم مع النهی منهم أو من بعضهم یشکل الجواز.و إذا غصبها غاصب یبقی الجواز لغیره دونه.
(مسألة 8): إذا کان ماء مباح فی إناء مغصوب لا یجوز الوضوء منه بالغمس فیه مطلقاً.و أمّا بالاغتراف منه فلا یصحّ الوضوء مع الانحصار به ویتعیّن التیمّم.
نعم،لو صبّ الماء المباح من الإناء المغصوب فی الإناء المباح یصحّ الوضوء منه.و أمّا إذا تمکّن من ماء آخر مباح صحّ وضوؤه بالاغتراف منه و إن فعل حراماً من جهة التصرّف فی الإناء.
(مسألة 9): یصحّ الوضوء تحت الخیمة المغصوبة بل فی البیت المغصوب سقفه وجدرانه إذا کانت أرضه مباحة.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 28 (مسألة 10): الظاهر أنّه یجوز الوضوء من حیاض المساجد و المدارس ونحوهما إذا لم یعلم شرط الواقف عدم استعمال غیر المصلّین و الساکنین منها ولم یزاحم المصلّین و الطلبة؛خصوصاً إذا جرت السیرة و العادة علی وضوء غیرهم منها مع عدم منع من أحد.
(مسألة 11): الوضوء من آنیة الذهب و الفضّة کالوضوء من الآنیة المغصوبة، فیبطل إن کان بالرمس فیها مطلقاً،و إن کان بالاغتراف منها فیبطل مع الانحصار کما تقدّم.ولو توضّأ منها جهلاً أو نسیاناً بل مع الشکّ فی کونها منهما صحّ ولو کان بنحو الرمس أو بنحو الاغتراف مع الانحصار.
(مسألة 12): إذا شکّ فی وجود الحاجب قبل الشروع فی الوضوء أو فی الأثناء لا یجب الفحص إلّاإذا کان منشأ عقلائی لاحتماله،وحینئذٍ یجب الفحص حتّی یطمئنّ بعدمه.و إن شکّ بعد الفراغ فی أنّه کان موجوداً أم لا، بنی علی عدمه وصحّة وضوئه،وکذلک إذا کان موجوداً وکان ملتفتاً إلیه سابقاً وشکّ بعد الوضوء فی أنّه أزاله أو أوصل الماء تحته أم لا،وکذا إذا علم بوجود الحاجب وشکّ فی أنّه کان موجوداً حال الوضوء أو طرء بعده،فیحکم فی جمیع هذه الصور بصحّة الوضوء.نعم لو علم بوجود شیء فی حال الوضوء ممّا یمکن أن لا یصل الماء تحته و قد یصل و قد لا یصل کالخاتم،و قد علم أنّه لم یکن ملتفتاً إلیه حین الغسل أو علم أنّه لم یحرّکه ومع ذلک شکّ فی أنّه وصل الماء
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 29 تحته من باب الاتّفاق أم لا،یشکل الحکم بالصحّة بل الظاهر وجوب الإعادة.
(مسألة 13): إذا کان بعض محالّ الوضوء نجساً فتوضّأ وشکّ بعده فی أنّه طهّره قبل الوضوء أم لا،یحکم بصحّة وضوئه لکن یبنی علی بقاء نجاسة المحلّ فیجب غسله للأعمال الآتیة.
ومنها :المباشرة اختیاراً،ومع الاضطرار جاز بل وجب الاستنابة،فیوضّئه الغیر وینوی هو الوضوء،و إن کان الأحوط نیّة الغیر أیضاً.وفی المسح لا بدّ أن یکون بید المنوب عنه وإمرار النائب و إن لم یمکن أخذ الرطوبة التی فی یده ومسح بها.والأحوط مع ذلک ضمّ التیمّم لو أمکن.
ومنها :الترتیب فی الأعضاء،فیقدّم تمام الوجه علی الید الیمنی و هی علی الیسری و هی علی مسح الرأس و هو علی مسح الرجلین،ولا یجب الترتیب فی مسحهما،نعم الأحوط عدم تقدیم الیسری علی الیمنی.
ومنها :الموالاة بین الأعضاء؛بمعنی أن لا یؤخّر غسل العضو المتأخّر بحیث یحصل بسبب ذلک جفاف جمیع ما تقدّم.
(مسألة 14): إنّما یضرّ جفاف الأعضاء السابقة إذا کان بسبب التأخیر وطول الزمان،و أمّا إذا تابع عرفاً فی الأفعال ومع ذلک حصل الجفاف بسبب حرارة الهواء أو غیرها لم یبطل وضوؤه.
(مسألة 15): لو لم یتابع فی الأفعال ومع ذلک بقی الرطوبة من جهة البرودة ورطوبة الهواء-بحیث لو کان الهواء معتدلاً لحصل الجفاف-لا بطلان،فالعبرة
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 30 فی صحّة الوضوء بأحد الأمرین:إمّا بقاء البلل حسّاً أو المتابعة عرفاً.
(مسألة 16): إذا ترک الموالاة نسیاناً بطل وضوؤه،وکذا لو اعتقد عدم الجفاف ثمّ تبیّن الخلاف.
(مسألة 17): لو لم یبق من الرطوبة إلّافی مسترسل اللحیة ففی کفایتها إشکال
ومنها :النیّة،و هی القصد إلی الفعل بعنوان الامتثال و هو المراد بنیّة القربة.
ویعتبر فیها الإخلاص،فمتی ضمّ إلیها ما ینافیه بطل؛خصوصاً الریاء،فإنّه إذا دخل فی العمل علی أیّ نحو کان أفسده.و أمّا غیره من الضمائم فإن کانت راجحة لا یضرّ ضمّها إلّاإذا کانت هی المقصود الأصلی ویکون قصد امتثال الأمر الوضوئی تبعاً،أو ترکّب الداعی منهما بحیث یکون کلّ منهما جزءاً للداعی،و أمّا إذا کانت مباحة کالتبرّد فیبطل الوضوء إلّاإذا دخلت علی وجه التبعیة وکان امتثال أمر الوضوء هو المقصود الأصلی.
(مسألة 18): لا یعتبر فی النیّة التلفّظ بها ولا الإخطار بها فی القلب تفصیلاً، بل یکفی فیها الإرادة الإجمالیة المرتکزة فی النفس بحیث لو سئل عن شغله یقول:أتوضّأ،و هذه الإرادة الإجمالیة هی التی یسمّونها بالداعی و هو الکافی.
نعم لو شرع فی العمل ثمّ ذهل عنه وغفل بالمرّة بحیث لو سئل عن شغله بقی متحیّراً ولا یدری ما یصنع،یکون عملاً بلا نیّة.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 31 (مسألة 19): کما یجب النیّة فی أوّل العمل کذلک یجب استدامتها إلی آخره، فلو تردّد أو نوی العدم وأتمّ الوضوء علی هذا الحال بطل.نعم،لو عدل إلی النیّة الاُولی قبل فوات الموالاة وضمّ إلی ما أتی به مع النیّة باقی الأفعال،صحّ.
(مسألة 20): یکفی فی النیّة قصد القربة،ولا یجب نیّة الوجوب أو الندب لا وصفاً ولا غایة،فلا یلزم أن یقصد:أنّی أتوضّأ الوضوء الذی یکون واجباً علیّ،أو یقصد:أنّی أتوضّأ لأنّه یجب علیّ،بل لو نوی الوجوب فی موضع الندب أو العکس اشتباهاً بعد ما کان قاصداً للقربة والامتثال علی أیّ حال کفی وصحّ،فإذا نوی الوجوب بتخیّل دخول الوقت فتبیّن خلافه صحّ وضوؤه کالعکس.
(مسألة 21): لا یعتبر فی صحّة الوضوء نیّة رفع الحدث ولا نیّة استباحة الصلاة وغیرها من الغایات،بل لو نوی التجدید فتبیّن کونه محدثاً صحّ الوضوء ویجوز معه الصلاة وغیرها.ویکفی وضوء واحد عن الأسباب المختلفة و إن لم یلحظها بالنیّة،بل لو قصد رفع حدث بعینه صحّ الوضوء وارتفع الجمیع.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 32